بعد أن كان المنتخب الجزائري أول فريق يتأهل للكان، فإن السوسبانس سيبقى متواصلا لآخر لحظة في المجموعة الثانية، لكون الحسابات تبقى معقدة بخصوص هوية مرافقه إلى غينيا الاستوائية، مادام الفصل في مصير هذه التأشيرة يمر عبر جملة من الحسابات المرهونة بمخلفات الجولة الختامية المقررة اليوم، ما قد يفعّل المادة 14 من القانون الخاص بالمرحلة التصفوية الفاصل، والتي يتم فيها الحسم بصفة نهائية في حالات التساوي في عدد النقاط بين منتخبين أو أكثر. حسابات تجعل المنتخب الإثيوبي يتشبث بأمل مرافقة الخضر إلى نهائيات الكان، لأن إثيوبيا لم تقص رسميا من المنافسة، لكن حظوظها ضئيلة، كونها تحتاج إلى ما يشبه المعجزة للظفر بالمركز الثاني في المجموعة، بينما سيكون الصراع عن بعد بين منتخبي مالي ومالاوي. ولعل ما أبقى منتخب إثيوبيا طرفا في المعادلة، الريتم السريع الذي فرضه المنتخب الجزائري في هذه التصفيات، ونجاحه في خوض المرحلة التصفوية بريتم منتظم على وقع 5 إنتصارات متتالية، وأمل الإثيوبيين معلق على نجاح ”الخضر” في مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، وتحقيق الانتصار السادس على التوالي، وبالمرة نيل تقدير ممتاز، لأن هذا الإنجاز هو الشرط الوحيد الذي يبقي على حظوظ الإثيوبيين في التأهل إلى الكان قائمة ويدخلهم دائرة حسابات معقدة، وما دون ذلك فإن تعادل الجزائر أو انهزامها في باماكو يقصي آليا منتخب إثيوبيا مهما كانت نتيجته مع مالاوي. إلى ذلك فإن معجزة تأهل إثيوبيا إلى الكان يبقى تجسيدها مقترنا بشرط آخر يتمثل في ضرورة الفوز على مالاوي بفارق 3 أهداف، لأن التساوي مع مالي ومالاوي في الرصيد النقطي يدفع بالكاف إلى اللجوء إلى نص المادة 14 ومراعاة حسابات فارق الأهداف في المواجهات المباشرة بين المنتخبات المتساوية، حيث ستكون الأفضلية للإثيوبيين في حساباتهم مع مالي بدخول مالاوي كطرف في المعادلة، والفصل في هذه الإشكالية سيكون بمعيار أفضل هجوم في اللقاءات بين المنتخبات المعنية. بالموازاة مع ذلك، فإن منتخب مالاوي يبقى ينتظر بدوره هدية رياضية من الجزائر لتحقيق حلم العودة مجددا إلى الكان، بعد غياب عن النسختين الفارطتين، لأن مالاوي يتساوى حاليا في الرصيد مع مالي ب 6 نقاط، لكن مصيره ليس بأرجل لاعبيه، مادام الفوز في إثيوبيا لا يكفيه لضمان التأهل المباشر إلى غينيا الاستوائية، حيث يبقى يترقب تعثر منتخب مالي أمام الجزائر للاطمئنان على التأشيرة الثانية الخاصة بالفوج الثاني، على اعتبار أن سير المنتخبين على نفس النهج في الجولة الختامية واحرازهما نفس الرصيد النقطي يبقيهما جنبا إلى جنب في سباق الترتيب، ما يبقي حسابات المادة 14 هي الفاصلة، غير أن الفقرة الخامسة تخدم مصلحة مالي في الوضعية الراهنة، الأمر الذي يحتم على مالاوي الفوز بفارق لا يقل عن 6 أهداف في إثيوبيا للتمسك بأمل التأهل في حال فوز مالي بأضعف فارق على الجزائر.