نجحت الحكومة التونسية في استقطاب أزيد من مليون و84 ألف سائح جزائري خلال الأحد عشر شهرا الأولى من سنة 2014، لتكون بذلك قد تمكنت من كسر عتبة مليون سائح جزائري خلال الموسم الجاري، وهو ما يعادل تقريبا نصف عدد الجزائريين الذين يقضون عطلهم خارج البلاد. كشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن إدارة الإحصائيات للديوان الوطني للسياحة التونسي أن عدد السياح الجزائريين الوافدين إلى أراضيها خلال أحد عشر شهرا يتجاوز المليون و84 ألف سائح وعليه سجلت السوق الجزائرية هذا الموسم تطورا محمودا بلغت نسبته 3.41 بالمائة، وهذا ما جعل عدد الزائرين من الجزائر خلال أحد عشر شهرا يتجاوز المليون و84 ألف سائح بعد أن كان العدد في نفس الفترة العام الماضي في حدود 767 ألف سائح. وهذا ما يثبت نجاح الحملة الترويجية الخاصة التي أطلقتها وزارة السياحة التونسية شهر جوان المنصرم لاستقطاب أكبر عدد من السياح الجزائريين خلال فصل الصيف، بهدف إنقاذ الموسم السياحي، في حين فشلت في استقطاب سبعة ملايين سائح أجنبي حيث بلغ عددهم خمسة ملايين و630 ألف سائح فقط. وتشير الأرقام نفسها إلى أن السائح الجزائري ينفق في المعدل 500 أورو أسبوعيا، أي ما يفوق ألف ومائة دينار تونسي، وهو أكثر من ضعف نفقات الأوروبي الذي لا ينفق كثيراً خارج الفندق، ولا يقبل على اقتناء المنتجات التونسية ولا يرتاد كثيراً فضاءات الترفيه. في حين الأسواق الأوروبية التي حافظت على نسقها المتصاعد قليلة وهي بريطانيا التي سجلت تطورا ب6.22 بالمائة مقارنة بعام 2010 ونسبة 5.3 بالمائة أفضل من سنة 2013، كذلك السوق البرتغالية تطورت مقارنة مع السنة الماضية بقرابة 40 بالمائة، كما حققت السوق الإيرلندية زيادة مهمة ب67 بالمائة مثلها مثل السوق المالطية بنسبة 2.89 بالمائة، ونفس الشيء بالنسبة للسوق البولونية التي تطورت أيضا مقارنة مع العام الماضي بنسبة 24 بالمائة. في حين سجلت الأسواق الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والروسية والهولندية والأوكرانية والتشيكية وباقي دول المجموعة نقصا تراوح بين7 و60 بالمائة قياسا مع عام 2013. ومن جهتها، تأثرت السوق المغاربية كثيرا بالأحداث الجارية في ليبيا وبشكل أقل في تونس، حيث سجلت تراجعا طفيفا بنسبة 8.1 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. ويعزى هذا التراجع إلى ما عرفته ليبيا من أحداث مؤلمة ألقت بظلال كثيفة على الحركة الجوية بشكل كامل، وكذلك الحركة البرية بشكل مؤثر، ما زاد من تأثيرها على نسبة الوافدين التي تراجعت ب 1.18 بالمائة هذه السنة، حيث لم يتعد الليبيون الوافدون على تونس خلال الفترة الممتدة من جانفي الماضي إلى أيام قبل نهاية الشهر الجاري مليون و642 ألف مقابل مليونين و3 ألاف سائح سنة 2013. في مقابل ذلك، سجلت السوق الجزائرية هذا الموسم نموا بلغت نسبته 3.41 بالمائة، وهذا ما جعل عدد الزائرين من الجزائر خلال أحد عشر شهرا يتجاوز المليون و84 ألف سائح، بعد أن كان العدد في نفس الفترة العام الماضي في حدود 767 ألف سائح، كما سجل عدد القادمين من المغرب تطورا ايجابيا بلغ 33 بالمائة فمن 28 ألف و300 سائح ارتقى الرقم إلى 33 ألف 240 سائحا هذا الموسم.