أعلن خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، عن إطلاق التقرير السنوي السابع للتنمية الثقافية الذي تصدره المؤسسة كل عام، وقال الفيصل، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن انطلاق فعاليات مؤتمر ”فكر 13” الذي انطلق أمس بمدينة الصخيرات بالعاصمة المغربية الرباط، ”إن التقرير الذي أصدرته مؤسسة فكر هذا العام يحمل في طياته الكثير من الأفكار والدراسات والبحوث التي تسهر عليها مجموعة من نخبة المثقفين والمفكّرين في الوطن العربي”، مضيفا أن رسالة المؤسسة، هي نقل الفكرة والرؤية للمواطن العربي في موقع المسؤولية والمواطنة، وتابع: ”نحن في هذه المؤسسة، لا نخرج بقرارات ولا توصيات، وإنما بأفكار نطرحها، فيتلقاها المواطن العربي، وهو الذي يقدر ويختار ما يصلح منها، ويقيم عمل المؤسسة. أما عن التقرير فقد تحدّث المدير العام لمؤسّسة ”الفكر العربي” الدكتور هنري العويط، الذي جاء هذه السنة تحت عنوان ”العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير، أربع سنوات من الربيع العربي”، وأكد أن اختيار هذا الموضوع بالذات، مردّه إلى أنّ المؤسّسة آلت على نفسها منذ إنشائها، أن تكون قطباً لنقل المعرفة ونقدها وتوليدها ونشرها، وأداةً لإثارة الوعي بالقضايا المصيرية التي تعيشها مجتمعاتُنا ودولُنا، وأشار إلى أن الواقع الذي عاشته المنطقة العربية منذ 14 جانفي 2011، تاريخ مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي تونس، شَغَلت العالم بأسره، وأدّت إلى انحرافات خطيرة تنذر بمستقبلٍ قاتم، قد يطاول الوجود العربي نفسَه. ومن هنا رأت مؤسّسةُ الفكر العربي أن من واجبها القيام بمراجعة نقديّة شاملة لهذه الظاهرة الاستثنائيّة. من جهته، قال وزير الثقافة المغربي محمد الأمين الصبيحي، إن اختيار المغرب لعقد فعاليات المؤتمر السنوي الثالث عشر لمؤسسة فكر تحت شعار: ”التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم” لم يأت من باب الصدفة، بل يعكس بجلاء حرص القائمين على المنظمة بإبراز القيم الحضارية والروابط الفكرية والثقافية العريقة للشعوب والدول المنتمية إلى مجالنا العربي المشترك. وأضاف أن مؤسسة فكر تعمل على تنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وهويتها، وترسيخ الأفكار والفعاليات، الرامية إلى تحقيق تضامن الأمة، وتوجيه جهودها، لتصبّ في المصلحة العربية العليا والعناية بمختلف المعارف والعلوم، وتعميق الاهتمام بالدراسات المستقبلية، والاستغلال الأمثل للتقنيات الحديثة، وتكريم الرواد، ودعم المبدعين، ورعاية الموهوبين من أبناء الأمة العربية. وأشار إلى أن المؤسسة تعمل أيضا على تعزيز التواصل مع المؤسسات والعقول العربية المهاجرة، والاستفادة من خبراتها، وتقوية الروابط مع الفعاليات والهيئات الثقافية المعنية بالتضامن العربي، ومع المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بالشأن العربي، واستحداث ورعاية البرامج الإعلامية والثقافية، التي تسهم في نشر ثقافة الفكر العربي عالمياً، لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأمة العربية. وقال إن تقرير المؤسسة للعام الحالي يعد المحطة السابعة ضمن سلسلة من التقارير التي دأبت على إعدادها سنويا مؤسسة الفكر العربي، بغية تعميق الدراسات والأبحاث وبلورة المشاريع والرؤى المستقبلية للمنطقة العربية وتنمية مواردها ومؤهلاتها البشرية والاقتصادية والسياسية والثقافية بناء على مقاربات علمية دقيقة ورصينة. هذا وتوج كتاب ”فقه العمران.. العمارة والمجتمع والدولة في الحضارة الإسلامية” للدكتور خالد عزب، بجائزة مؤسسة الفكر العربي ”أفضل كتاب عربي لسنة 2014”، وهو كتاب يعد دراسة شاملة للعلاقة بين العمارة الإسلامية والمجتمع الذي صاغ البيئة العمرانية والأنماط المعمارية والدولة التي يحدد المؤلف حدود سلطتها في المجال العمراني.