فيما تسعى كبريات شركات الأدوية لتطوير علاج جديد للسرطان وتعظيم سوقه البالغة 100 مليار دولار، نشرت رويترز تحقيقا تضمن تحذيرات من العلماء والخبراء بشأن المخاطر القاتلة لتلك الأدوية الجديدة. وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بشر في خطاب ”حالة الاتحاد” الأسبوع الماضي بأبحاث لإنتاج أدوية للقضاء على السرطان. وتتحمس شركات الأدوية لنوعين من العلاج يمكنه القضاء التام على الأورام السرطانية باستخدام تقنيات حيوية وخلوية جديدة، لكن العلماء الذين استطلعت وكالة رويترز آراءهم حذروا من أن تلك الأدوية قد تؤدي إلى مخاطر تهدد الحياة. وفي التجارب التي أجريت حتى الآن، أمكن لتلك الأدوية القضاء التام دون أثر على الأورام السرطانية في سرطانات الدم بنسب ما بين 40 إلى 90 بالمئة من المرضى الذين لم يعد أمامهم بديل بعدما جربوا كل أشكال العلاج الأخرى. والنوع الأول من الأدوية، هو تطوير لنوع من خلايا الدم البيضاء (T cells) وهي عبارة عن خلايا دم بيضاء تؤخذ من الجسم وتعالج بالهندسة الوراثية لربطها بجزء من جسم مضاد، يمكنه التعرف على بروتين محدد في خلايا الورم. وتسمى تلك الخلايا عندئذ CAR T cells أي Chimeric Antigen Receptor وتقوم بالقضاء على خلايا السرطان بالتعرف على بروتين CD19 الموجود على تلك الخلايا. لكن هذا البروتين موجود أيضا على خلايا أخرى سليمة في الجسم، ما يهدد بالقضاء على أعضاء حيوية، خاصة وأن تلك الخلايا المهندسة وراثيا تبقى في الدم للأبد ولا تموت بعد القيام بمهامها مثل خلايا الدم البيضاء العادية الموجودة في جسم الإنسان. ناهيك عن السموم القاتلة التي تتراكم في الجسم نتيجة موت الخلايا السرطانية، التي تفرز مواد كيماوية مسببة للالتهابات (سايتوكين). أما العلاج الآخر فهي أجسام مضادة معدلة حيويا، وتعمل أيضا عبر شكلها الذي يشبه حرف Y بالتعرف على خلايا السرطان من ناحية والتقاط خلايا T من ناحية أخرى. لكنها تحمل ذات المخاطر القاتلة التي قد تنجم عن الدواء الآخر، حسب آراء العلماء الذين أجرت رويترز مقابلات معهم.