هاجم أمس وزير الشؤون الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، الجزائر متهما إياها باستغلال توتر العلاقات الفرنسية المغربية للإضرار بها. ويدعي وزير الشؤون الخارجية المغربي أن الرباط لا يعنيها التقارب الجزائري الفرنسي خلال الأشهر الأخيرة قائلا ”أن بلاده ليس لديها أي مشكل إذا ما عززت فرنسا علاقتها مع الجزائر، مشيرا إلى أن فرنسا حرة في أن تنسج علاقات مع من تريد” وفق ما صرح لجريدة ”لوموند” الفرنسية أمس. وزعم مزوار ”لسنا في تنافس مع الجزائر، الجزائر بلد جار نحترمه، ولدينا معه خلاف كبير لكن ليس إلى درجة اعتبار كل من ينسج علاقات معها فهو عدو لنا، هذه ليست ثقافتنا ولا رؤيتنا”. وحذر من أن المغرب لن يقبل أبدا بأن يتم استغلال علاقة مع بلد آخر ضده متهما في هذا السياق ”لدينا شعور بأن الجزائر حاولت استغلال ذلك من أجل الإضرار بالمغرب وبالعلاقات المغربية الفرنسية”. وجاء تصريح مزوار عقب الاتفاق على تعديل اتفاقية التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، الذي تم التوقيع عليه السبت الماضي. ونشبت أزمة دبلوماسية بين المغرب وفرنسا منذ 20 فبراير 2014، حين أقدمت الشرطة الفرنسية على استدعاء عبد اللطيف الحموشي مدير المخابرات المغربية الداخلية، من مقر إقامة السفير المغربي في باريس خلال زيارة رسمية، ليمثل أمام القضاء إثر شكوى تتهمه بالتعذيب قدمها ضده ملاكم مغربي مقيم في فرنسا، ما تسبب في تجميد التعاون القضائي والأمني بين البلدين. وقال مزوار كما نقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن الصحيفة الفرنسية إن ”بعض الأحداث مست بمصداقية القضاء المغربي ومسؤولين مغاربة، حصل إذن مشكل وبالتالي كان يتعين تسويته”، مشيرا إلى أن ”إطار تعاوننا القضائي كان في حاجة إلى التحيين”. وتصر الرباط على تلفيق التهم للجزائر عندما يتعلق الأمر بتوتر علاقاتها مع حكومات عربية وأجنبية. وبدا جليا قبل أسابيع عندما نشبت خلافات بين القاهرةوالرباط بعد حدوث تحول في الخطاب الرسمي من الرئيس المصري السيسي الذي وصفته بالانقلابي.