استنكر رجال دين كاثوليك وبروتستانت رسومات “شارلي إيبدو” المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم واصفين إياها ب”الجريمة الجبانة”. وأكد قساوسة شاركوا في ندوة علمية وطنية حول الإساءة للأديان احتضنتها قاعة المحاضرات الكبرى لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة بأن الكنيسة على اختلاف مذاهبها تدين بشدة التعرض للمعتقدات والمقدسات الدينية والإساءة لها بحجة الفكاهة، واصفين الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالتصرف المشين والجريمة الجبانة. وقال القس ميشال غيو الأمين العام للأسقفية الكاثوليكية بالشرق الجزائري أن الديانات السماوية تدعو جميعها إلى التعايش السلمي موضحا في سياق حديثه أن بابا الفاتيكان شخصيا سبق له وأن أدان بشدة الإساءة للرسول محمد (ص)، مضيفا أن الإساءة للأنبياء طالت العديد من الرسل بما فيهم عيسى عليه السلام الذي لم يسلم من رسومات كاريكاتورية للصحافة في أوروبا حسب زعمه، لذلك قال يتوجب على الجميع تجاوز مثل هذه السلوكات لتجنب الإشهار لجرائد هامشية فاشلة مثل “شارلي إيبدو” الذي لا يتعدى سحبها 10 آلاف نسخة، مشيدا بأخلاق النبي محمد (ص) وتسامحه وقصصه مع جيرانه اليهود خير دليل على ذلك. وسار على نهجه أسقف الكنيسة البروتستانتية بقسنطينة سوايدية الذي أدان الرسومات وركز على ضرورة تكريس الحوار بين الأديان واصفا صور الأسبوعية الكاريكاتورية الفرنسية ب”الجريمة الجبانة”. ومن جهتها أشارت الأستاذة رقية بوسنان من جامعة الأمير عبد القادر إلى حدود حرية التعبير ومسؤولية الإعلام وموقفه من الإساءة للأنبياء موضحة أن اللهث وراء الإثارة بهدف الإشهار وراء استغلال الدين والقضايا الحساسة في الصحف الغربية على وجه الخصوص. وقال الدكتور بوخلخال رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أمس ل”الفجر” أن ما أقدمت عليه شارلي إيبدو هو في الحقيقة إساءة لكل الأديان وليس للمسلمين وخاتم الأنبياء فقط، وأن أي شخص أو إعلامي أو مسؤول متشبع بالقيم الدينية لن يتجرأ عن المساس بالمقدسات وبالرسل وأن مثل ما حدث مع شارلي لا يقوم بها إلا جهلة سواء كانوا يهودا أو نصارى أو مسلمين. يذكر أن المداخلات شملت أيضا موقف التشريع الجزائري من الإساءة لأنبياء والمقدسات إلى جانب التطرق لحدود حرية التعبير في القضاء الأوروبي.