توقعت شركة النفط البريطانية ”بي. بي”، أمس الأول، استعادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مكانتها في السوق الدولية حيث ستتجاوز مستوياتها التاريخية للإنتاج بحلول عام 2030 مع تباطؤ نمو إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة في السنوات القادمة. وقالت ”بي.بي” في تقريرها السنوي (التوقعات للطاقة في 2035) إن الطلب على نفط أوبك في الأجل القريب سيظل تحت ضغط على الأرجح، مع استمرار الإنتاج القوي للنفط الصخري الأمريكي. وإنتاج النفط الصخري بالولاياتالمتحدة هو السبب الرئيسي لنمو إمدادات المعروض الذي تسبب في هبوط أسعار النفط بنحو النصف منذ يوليو بعدما قررت أوبك عدم خفض إنتاجها. وقالت ”بي.بي” أن ”الضعف الحالي في سوق النفط والذي يرجع في جزء كبير منه إلى النمو القوي لإنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، سيستغرق التغلب عليه عدة سنوات على الأرجح”. وأضافت: ”لكن بعد ذلك من المرجح أن يتباطأ نمو النفط الصخري وسيستعيد إنتاج النفط بالشرق الأوسط مكانته مرة أخرى”. وقالت الشركة إنه من المتوقع أن يزيد إنتاج النفط الصخري الأمريكي نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا في الفترة من 2013 حتى 2035 بعدما سجل أعلى مستوى نمو سنوي له 1.5 مليون برميل يوميا في 2014. وبرغم أن تعامل ”أوبك” مع تراجع الطلب على نفطها لا يزال غامضا، فإن تباطؤ إنتاج النفط الصخري الأمريكي وارتفاع الطلب العالمي سيؤدي إلى زيادة الطلب على نفط المنظمة، والذي من المتوقع أن يتجاوز مستواه التاريخي المسجل في عام 2007 والبالغ 32 مليون برميل يوميا بحلول العام 2030. ومن المنتظر أن تبلغ حصة ”أوبك” من السوق 40 ٪ بحلول العام 2035 وهي نسبة مشابهة للمتوسط على مدى العشرين عاما الماضية. وقال ”سبنسر دال” كبير خبراء الاقتصاد لدى ”بي.بي”: ”ستظل أوبك قوة مركزية في سوق النفط خلال السنوات العشرين القادمة”. ومن المتوقع نمو إمدادات المعروض العالمية من النفط والسوائل الأخرى بواقع 20 مليون برميل يوميا، بحلول العام 2035، حيث يتوقع أن تقود أمريكا الشمالية النمو في الإمدادات العالمية حتى عام 2020، بزيادة قدرها تسعة ملايين برميل يوميا بحلول 2035. وسوف ينمو إنتاج الشرق الأوسط بعد ذلك، حيث سيزيد خمسة ملايين برميل يوميا خلال تلك الفترة. خفضت ”بي.بي” في تقريرها أيضا توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2035 إلى 37 ٪ من 41 ٪ العام الماضي، حيث تتوقع تباطؤا في معدل نمو اقتصادات آسيوية ناشئة مثل الصين والهند من 7 ٪ منذ عام 2000 إلى 2،5 ٪ بين عامي 2013 و2035. وقالت الشركة إنه من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط وغيره من السوائل مثل الديزل الحيوي نحو 19 مليون برميل يوميا ليصل إلى 111 مليون برميل يوميا في 2035. ولا تزال الصين أكبر مساهم في نمو الطلب العالمي وسوف تحل محل الولاياتالمتحدة كأكبر مستهلك للنفط في العالم بحلول العام 2035. وقالت الشركة إنه في الوقت نفسه ستؤدي زيادة إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة وتراجع الطلب على الطاقة، إلى أن تصبح الولاياتالمتحدة مكتفية ذاتيا بحلول الثلاثينات من القرن الحالي. كذلك، قال بوب ددلي، الرئيس التنفيذي لشركة ”بي.بي”، أمس، إن إنتاج بحر الشمال من النفط سيهوي إلى نحو 500 ألف برميل يوميا بحلول عام 2035، مع استنزاف الحقول في الحوض الذي بلغ مرحلة النضج. وقال ددلي، في معرض تقديمه التقرير السنوي للشركة: ”التوقعات للطاقة في 2035”، إن بحر الشمال أصبح منطقة ناضجة جدا للنفط والغاز و”سيشهد حتما تراجعا. فقد بلغ ذروته في عام 1999 عند نحو 2.9 مليون برميل يوميا وتوقعاتنا انه سيبلغ نصف مليون برميل في عام 2035”.