أكد أحمد ميزاب، المختص في الشؤون الأمنية ورئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، أن فرنسا سعت جاهدة للتدخل العسكري في ليبيا بالوكالة من أجل تحقيق مصالح استراتيجية، مشيرا في تصريحات ل”الفجر”، إلى أن فرنسا تستثمر في الملف الليبي متى أتيحت لها الفرصة على غرار الصفقة التي أبرمتها مع مصر من أجل التدخل العسكري هناك. وقال الخبير أحمد ميزاب إن التصرف المصري في الرد على عملية اغتيال الرعايا ال21 من قبل التنظيم الإرهابي ”داعش” بليبيا، كان متسرعا ويمكن تصنيفه في خانة ”الخطأ الاستراتيجي الجسيم”، وتابع بأنه يكشف عن تغيير في المواقف الرسمية المصرية، ما سينجر عنه انزلاقات وفوضى لا يمكن أن تسلم منها الجزائر ولا الدول الأخرى. وأبرز ميزاب أن ”انعكاس التصرف المصري سينهك قدرات الجزائر في مواجهة خطر الحرب التي ستنشب على حدودنا، ويجعلها تضاعف الجهود، والمهمة ليست بالسهلة طبعا لخطورة الوضع الليبي”. وأوضح المتحدث أن سعي مصر لتدخل عسكري سيعقد الوضع أكثر مما هو عليه الآن، والأمر الحتمي أن التدخل سينقل الأزمة نحو دول الجوار، وقال إن ليبيا ليست مثل مالي مثلا، فكل طرف في ليبيا تقف وراءه دولة معينة لها مصالح بالمنطقة. وفي رده على سؤال حول تغير مواقف مصر، أكد ميزاب أن هناك أمرين على المستوى الميداني، فمصر سبق وأن تدخلت في ليبيا بقصفها لمواقع تابعة ل”فجر ليبيا”، لكن الفرق الآن أنها تؤكد ذلك رسميا وعلنا فيما كانت تنفي ذلك في السابق. أما السبب الثاني فهو الصفقة التي أبرمتها مع فرنسا عندما اقتنت أسلحة حربية وعتادا عسكريا هاما، ومقابل هذا فرنسا حققت مكسبا كبيرا بعد أن أصبح لديها ملف ثقيل لترافع به أمام مجلس الأمن لقبول التدخل الفرنسي في ليبيا تحت ذريعة محاربة الإرهاب وتنظيم ”داعش” الإرهابي. وقال المختص في الشؤون الأمنية ورئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، حول مساعي باريس للتدخل في ليبيا رغم أنها فشلت عسكريا في مالي، إن فرنسا مدركة للاختلاف الموجود بين ليبيا ومالي، وهي كانت تخطط للتدخل بالوكالة في ليبيا، حيث تقوم دول إفريقية مثل مصر وتشاد ودول أخرى بهذه المهمة بدل الجيوش الفرنسية، وخلص للقول إن الأمر لا يزال معقدا في ليبيا، وأن ذلك سينهك الطاقات الجزائرية الاستراتيجية والأمنية ويجعلها مركزة أكثر نحو الحدود الشرقية، مبرزا أن استمرار التأزم سيبقيها دائما في وضعية اليقظة والتأهب، وأردف بأن ليبيا هي ساحة صراع دول عظمى، مثمنا الموقف الجزائري الخاص بتشجيع الحوار ورفض التدخل مع مرافقته باليقظة العسكرية والأمنية.