أحمد ميزاب: "اختيار التوقيت المناسب هو مفتاح نجاح المبادرة الجزائرية" ينتظر أن تطلق الجزائر مبادرتها الخاصة بحل الأزمة في ليبيا قريبا، بعدما انتهت من تحضير أبرز الركائز الرئيسية التي ستعتمد عليها المفاوضات التي تلعب فيها الجزائر دور الوساطة بين الفرقاء الليبيين، فيما يبقى اختيار التوقيت المناسب لإطلاق الحوار المفتاح الرئيسي لإنجاحها إلى جانب مشاركة جميع الأطراف دون تهميش لأي طرف، فيما نجحت الدبلوماسية الجزائرية في الظفر بموافقة أطراف ليبية عديدة على الجلوس إلى طاولة الحوار وترك الخلافات جانبا خدمة لمصلحة ليبيا ودول الجوار التي تأثرت بما يحدث من توتر أمني. وكشف رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة أحمد ميزاب، أن الجزائر جاهزة لإطلاق المفاوضات بين الفرقاء الليبيين في وقت قريب، مشيرا إلى أنها بصدد المراقبة والملاحظة لأخذ النقاط الهامة، واختيار التوقيت المناسب مع الحرص على مشاركة جميع الأطراف دون استثناء، لتفادي تجزئة الحوار مثلما حدث في جنيف، وأوضح أن الملف الليبي صعب جدا ويستدعي وقتا وعملا كبيرين، خصوصا في ظل ما يتسم به الوضع الأمني وتجارة السلاح التي سيطرت على المنطقة. وأضاف أن زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الأخيرة إلى الجزائر كانت فعالة في وضع أسس قوية للحوار، باعتبار تونس شريكا مهما للجزائر في مبادرتها لإنهاء الأزمة الليبية، والذي حمل رسالة من بعض الأطراف الليبية إلى الرئيس بوتفليقة تفيد باستعدادها للمشاركة في المفاوضات وترحيبها بما تقوم به الجزائر من جهود لدعم الدولة الجارة. وقال ميزاب في اتصال بÇالبلاد"، إن الجزائر أعدت خارطة طريق اعتمدت من خلالها على آراء باحثين وخبراء في المجال الأمني إلى جانب الاحتكاك والاستماع إلى أطراف النزاع والاطلاع على خبايا الصراع القائم على الأراضي الليبية. وأضاف أن جميع توقعات الجزائر فيما يتعلق بالملف الليبي كانت صائبة، متوقعا نجاح المبادرة إذا ما تمت في الظروف التي تتمناها الجزائر، فيما حذر من خطورة الوضع الحالي والانفلات الأمني الذي تتخبط فيه الدولة الجارة، وانعكاساته على دول الجوار على رأسها الجزائر، كاشفا عن توسع نفوذ التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل باتجاه ليبيا كجماعة بوكو حرام النيجيرية وتنظيم داعش الذي أكد السفير الليبي بالإمارات العربية أنه موجود في بلاده، ما يؤكد فرضية تحول ليبيا إلى منبع للحركات الإرهابية ومصدر لها إلى دول مجاورة. كما شدد على تمسك الجزائر بموقفها الرافض للتدخل العسكري على حدودها. من جانب آخر، ينتظر أن تنطلق الجولة الخامسة من المفاوضات المالية التي تلعب الجزائر فيها دور الوساطة في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن هذه الجولة هامة من شأنها أن تسرع في الإعلان عن اتفاق بين الفرقاء، مؤكدا على ضرورة منح الوقت لهم. كما أضاف أن كلا الملفين الليبي والمالي على قدر من الصعوبة، وما يشجع السلطات الجزائرية على خوض تجربة الوساطة ترحيب أغلب الأطراف في كلا البلدين بلعبها دور الوساطة، باعتبارها دولة جارة وصديقة ولديها المكانة التي تخولها لذلك. من جهة أخرى، قالت مصادر طبية وعسكرية إن 23 شخصا على الأقل قتلوا السبت فيما أصيب 69 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة جراء احتدام المعارك في مختلف محاور القتال في مدينة بنغازي. وأضاف المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر الليبي، محمد المصراتي، أن فريق الإخلاء في الجمعية تمكّن من توفير ممر آمن من الاشتباكات الواقعة في منطقة الهواري جنوبالمدينة وتمكن من إجلاء 56 مريضا من مركز أمراض الكلى إضافة إلى 62 عنصرا من العناصر الطبية والطبية المساعدة، 59 عنصرا منهم أجانب. وأوضح أن الفريق تمكن من إجلاء 29 عنصرا من بنغلاديش و16 من الفيليبين و8 هنود، إضافة إلى 4 من مصر و2 من تشاد، توزعوا بين العناصر الطبية والطبية المساعدة والعمال، لافتا إلى أن من بين الذين تم إجلاؤهم من المركز ثلاثة مسؤولين ليبيين يعملون هناك. وأشار إلى أن عملية الإجلاء شملت أيضاً 15 عائلة ليبية تقطن في منطقة الهواري.