أعلن البنتاغون، أول أمس الخميس، أن الحكومة العراقية لم تطلب من التحالف الدولي تنفيذ غارات جوية ضد تنظيم الدولة في تكريت لدعم القوات الحكومية في هجومها لاستعادة هذه المدينة من أيدي الجهاديين. كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل ستيفن وارن بأنهم لم يتسلموا أي طلب قدم عبر القنوات الرسمية للمشاركة في العمليات في محيط تكريت، في الوقت الذي أكد فيه قائد عمليات محافظة صلاح الدين، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أن مشاركة التحالف الدولي ”ضرورية” في عملية استعادة مدينة تكريت، حيث تتقدم القوات الأمنية بشكل ”بطيء” في مواجهة القنص والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم الدولة. وأوضح مسؤول أمني عراقي أن القوات العراقية طوقت تكريت، مضيفا ”لست متأكدا مما إذا كانت هناك أماكن موجودون فيها داخل أطراف المدينة، لكن في الجزء الأكبر منها هم لا زالوا في محيط تكريت”. ومن جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين بمقتل عشرات من القوات العراقية في هجوم واسع مباغت لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع القوات الحكومية غربي تكريت، مركز المحافظة. ومن جهة أخرى، قال وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أن خطة استعادة الموصل من تنظيم الدولة اكتملت، واعتبر أنها ستكون مفصلية في تاريخ العراق. ويأتي الهجوم على تكريت بعد ساعات من تصريح بهاء الأعرجي، نائب رئيس الوزراء، بأن معركة تكريت محسومة لصالح القوات العراقية، معتبرا أن تأخر السيطرة على جميع أجزاء المدينة جاء بسبب كثافة العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم الدولة. ويشار إلى أن عملية استعادة تكريت كانت قد انطلقت في الثاني من الشهر الجاري بمشاركة نحو ثلاثين ألف عنصر من الجيش والشرطة مدعومين بمليشيا الحشد الشعبي ومسلحين من بعض العشائر، وتمكنت القوات العراقية من استعادة مناطق محيطة بتكريت، واقتحمت منتصف الأسبوع الماضي حي القادسية في الجزء الشمالي منها، دون أن تتمكن من استعادته بالكامل. ومن جهته، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن كل العمليات العسكرية الجارية الآن في مناطق واسعة من العراق ضد تنظيم الدولة، سيكون هدفها النهائي إخراجه من محافظة نينوى. وكانت طائرات عسكرية عراقية ألقت، صباح أول أمس، منشورات على مدينة الموصل، لتنبيه المواطنين بقرب ساعة الصفر لشن العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الذي يسيطر على المدينة منذ جوان الماضي، بحسب قناة عراقية المقربة من الحكومة. وذكرت تقارير إخبارية اليوم أن مقرر برلمان العراق نيازي معمار أوغلو، أعلن أن القوات العراقية تحشد أكثر من 250 ألف مقاتل، استعدادا لحرب الموصل. وقال أوغلو أن ”ثلاثة ألوية عسكرية أنهت تدريباتها حديثا بأكثر من ثمانية آلاف مقاتل تركماني، في قاطع تلعفر المحاذي للموصل، للمشاركة في عمليات الهجوم على المدينة، وإن الآلاف من قوات البشمركة سيشاركون في العمليات”.