تواصلت نهار أمس فعاليات الملتقى الدولي ”النخب الجزائرية والحركة الإصلاحية” الذي تحتضنه جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، ضمن فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، على مدار ثلاثة أيام كاملة، بمشاركة أكثر من 35 محاضرا حول النخب الجزائرية المختلفة بأكثر من 32 مداخلة لأساتذة من مختلف الدول. وكان محافظ التظاهرة قد أعطى إشارة انطلاق أول ملتقيات التظاهرة هذا، مساء أول أمس، حيث أكد البروفيسور بوخلخال، رئيس جامعة الأمير عبد القادر والمشرف العام للملتقى، في كلمته، أن قسنطينة كانت مركزا سادت فيه الحضارة الإنسانية في عهود متوالية كالعهد النوميدي، الروماني، الوندالي، والبيزنطي، وهي الحقب التي واجه فيها أهالي المدينة الغزو والعدوان الخارجي والاحتلال، إلى أن حل العهد الإسلامي على يد أبو المهاجر دينار، ثم واصلت قسنطينة تاريخها مع دول الأغالبة والفاطميين والحماديين والموحدين والحفصيين والعثمانيين، قبل أن تكون قلعة للمقاومة الشرسة إبان الاحتلال الفرنسي عبر الحركة الوطنية والحركة الإصلاحية، فثورة نوفمبر التحريرية. ومن جهته، تحدث رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، عن دور العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس ونخب أخرى كانت تعمل معه على تأسيس الحضارة والقيام بحركة إصلاحية غير مسبوقة في الجزائر، قبل أن يفتح المجال لعدد من المحاضرين في جلسة ترأسها الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث حاضر الدكتور عبد المجيد النجار من تونس حول ”التفاعل الإصلاحي بين النخب الجزائريةوالتونسية من خلال الإمام ابن باديس”، والدكتور مولود عويمر من الجزائر حول ”النخبة الإصلاحية الجزائرية وسؤال التنوير في العالم العربي”، والأستاذ سهيل الخالدي حول ”تأثير النخب الجزائرية في الحياة العقلية في بلاد الشام خلال النصف الأول من القرن العشرين”، والدكتور عبد الكريم بوصفصاف من جامعة أدرار حول ”الشيخ الطاهر الجزائري ودوره في النهضة التعليمية في بلاد الشام”. وكشف المحاضرون عن الدور الكبير الذي لعبه علماء الجزائر ليس في النهوض بالإصلاح على المستوى الوطني وإنما على كافة الأقطار العربية. وكان رئيس دائرة الملتقيات والمؤتمرات العلمية، سليمان حاشي، قد أوضح خلال المؤتمر الصحفي الذي نظم قبل انطلاق الملتقى، على أهمية الملتقيات الفكرية والعلمية التي تؤسس للثقافة العربية، من خلال تسليط الضوء على مفكرينا وعلمائنا. وحسب ما أكده الدكتور بوخلخال ل”الفجر”، فإن هذا الملتقى يهدف إلى قراءة تاريخ الجزائر زمن الاحتلال الفرنسي من خلال أدبيات النخب ونشاطها، وكذا إعادة الاعتبار لكافة الفاعلين الذين ساهموا، كل في مجاله ومنصبه ووضعيته لسعيهم الحثيث إلى التغيير وتحسين الظروف المادية والمعنوية للفرد الجزائري.