دعا المشاركون خلال الملتقى الوطني ، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، الذي تناول »الفكر الإصلاحي عند الإمامين عبد الحميد بن باديس وبديع الزمان سعيد النورسي«، إلى إنشاء مخابر للبحث حول إرث الإمام عبد الحميد بن باديس بجامعات الوطن، قصد تسليط الضوء أكثر على الأعمال المتعلقة بتاريخ حركة التحرر بالجزائر. تختتم، اليوم، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، الملتقى الدولي حول الفكر الإصلاحي عند الإمامين عبد الحميد بن باديس وبديع الزمان سعيد النورسي. وأوضح الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ورئيس وفد الرابطة المشارك في المؤتمر، أن هذا المؤتمر يمثل أهمية كبرى للعالم العربي والإسلامي خصوصا بعد ثورات الربيع العربي، والتحديات التي تواجه الدول العربية، وحاجة هذه الدول إلى الفكر الإصلاحي الذي خلفه المصلحون والمجددون من أبنائها، وعلى رأسهم الإمامان عبد الحميد بن باديس وبديع الزمان سعيد النورسي، من أجل إعادة بنائها على أسس سليمة، مشيرا إلى أن الرابطة ستشارك في هذا المؤتمر بنخبة من كبار علمائها وخبرائها، حيث يقدم الأمين العام للرابطة دراسة بعنوان: »منهج ابن باديس في الإصلاح وتحديات الهوية«، وقدم الدكتور رأفت الشيخ مستشار رابطة الجامعات الإسلامية دراسة بعنوان: »فكر عبد الحميد باديس الإصلاحي وجمعية العلماء الجزائريين«، ويقدم الدكتور سعيد إسماعيل علي الخبير التربوي وأستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، بحثا حول: »جهود ابن باديس في الحفاظ على الهوية الإسلامية العربية للجزائر عن طريق التعليم«. بينما يقدم الدكتور مجاهد توفيق الجندي أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية دراسة بعنوان: »المدرسة الباديسية ودورها التربوي والإصلاحي في تقهقر الجهود الاستعمارية في الجزائر«، في حين يقدم الباحث أحمد علي سليمان المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية دراسة بعنوان: » فلسفة الإصلاح التربوي عند الإمام النورسي». وقال الأستاذ الدكتور عبد الله بوخلخال رئيس الملتقى إن ثنائية الاستدمار والتغريب التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي بعد النهضة الصناعية، جعلت من الإصلاح ضرورة ملحة لعدة أسباب منها أن التراث الفكري والموروث الديني والاجتماعي للمسلمين الذي تعرض لكثير من عمليات التشويه من قبل بعض الجماعات، ومن هنا كانت هناك حاجة ماسة لتجديد وإصلاح هذه المكونات وإعادتها إلى جادتها، وشدد على أن هذه الثنائية شكلت خطرا حقيقيا بات يهدد الكيان المادي والمعنوي للمسلمين من خلال شعارات غربية براقة مفادها أن المد الحضاري الغربي لا يستهدف الكيان المادي والمعنوي للمسلمين، وإنما يهدف إلى إشاعة ثقافة التنوير بينهم، لكي يلتحقوا بالركب الحضاري الغربي ولا يبقون عنصرا مهملا على هامش التاريخ. وأوضح الأستاذ الدكتور محمد بوالروايح نائب مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية للعلاقات الخارجية والتعاون، والمنسق العام للملتقى أن الملتقى يستهدف القراءة الواعية لأعمال ابن باديس وبديع الزمان النورسي في مجال الإصلاح، وبيان أوجه التأثير والتأثر، والتأكيد على أن الإصلاح عملية زمكانية ولكن تبقى فرص الالتقاء والتقارب قوية من أجل تجاوز حدود الزمان والمكان من خلال القيام بعمل إصلاحي صالح للتطبيق في العالم الإسلامي رغم اختلاف الزمان والمكان بالنظر إلى معيار وحدة المصدر والأهداف رغم اختلاف الوسائل والمناهج، والعمل -من خلال الاستفادة من تجربة ابن باديس وبديع الزمان النورسي في مجال الإصلاح- على توحيد الجهود في العالم الإسلامي من أجل التعاون في مجال الإصلاح وجعله أولوية الأولويات لمواجهة موجات التغريب والغزو الثقافي وغيرها من الحركات الهدامة. وتتناول محاور الملتقى حول مفهوم الإصلاح ومصادره عند ابن باديس وبديع الزمان النورسي، ودوافع الإصلاح، مقاصده ووسائله ومجالات الإصلاح عند الإمامين ابن باديس والنورسي. وقد عرف الملتقى وعلى مدار اليومين، مشاركة حوالي مائة شخصية من كبار علماء الأمة، من عدة دول، من بينها: الجزائر ومصر، المغرب، العراق، المملكة العربية السعودية، فلسطين، الأردن وتونس، وتركيا وغيرها.