انتقد رئيس حزب طلائع الحريات قيد التأسيس، علي بن فليس، الطريقة التي يتم من خلالها محاكمة المتهمين بقضايا الفساد، موضحا أنها تعتمد على معاقبة المستويات السفلى، وضمان اللاعقاب للمستويات العليا وتحاشي السلطة الخوض في هذه الملفات. قال بن فليس، أمس خلال تنشيطه لندوة صحفية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بمقر حزبه بالعاصمة، إن العدالة لا يمكن أن تحقق إلا إذا كانت مستقلة، وبذلك شكك في نزاهة محاكمة قضايا الفساد المطروحة في الفترة الحالية أمام العدالة، كملف الطريق السيار شرق - غرب ومحاكمة الخليفة التي ستنطلق اليوم. من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة الأسبق، إن حرية التفكير وحرية الرأي وحرية الصحافة والإعلام على وجه العموم هي أولى ضحايا الاستبداد بكل أشكاله وفي كل أماكن استفحاله، مضيفا أن نزعة الاستبداد والتسلط وثقافة اللاعقاب هما اللتان مكنتا حكامنا من التنصل من مسؤولياتهم والتحرر من واجب تقديم الحساب إلى حد الاقتناع بأنهم من طينة ترفعهم فوق القانون وتحصنهم ضد كل أشكال المساءلة أو المحاسبة، موضحا أن إنكار الحق في الإعلام هو من طبيعة الأنظمة اللاديمقراطية التي تعتبره ضمانا من بين ضمانات وجودها وديمومتها. وندد بن فليس باستغلال السلطات العمومية الإشهار والطبع كوسيلة لمساومة وسائل الإعلام وضمان رضوخها، وكذا غلق وسائل الإعلام العمومية أمام المعارضة والفكر النقدي والرأي الآخر، كما انتقد طريقة صياغة مشروع قانون الإشهار الذي شهد غياب المعنيين الأولين، وأشار إلى أن خصخصة المجال الإعلامي بدل من تحريره يهدف إلى استحواذ أصحاب المال عليه على أوسع نطاق. وشدد بن فليس، على ضرورة تغيير العقليات السياسية، فتصور وسائل الإعلام كزبانية أو كشبكات ريعية - حسبه - يجب أن يتغير على اعتبار أن وسائل الإعلام ليست في خدمة نظام سياسي أيّا كان وإنما في خدمة الرأي العام الوطني بأكمله، كما دعا الدولة إلى الكف عن الظهور في صورة وكالة للإشهار أو مؤسسة مطبعية، موضحا أن توظيفا سياسيا كهذا لمهام تجارية بحتة لا يمكن أن يكون له مكان أو وجود في منظومة ديمقراطية حقة. وبخصوص رزنامة انعقاد المؤتمرات الجهوية، أشار بن فليس إلى أنه تم تحديد يوم 16 ماي الجاري موعدا لعقد المؤتمر الجهوي لمنطقة غرب البلاد الذي سيكون بوهران، ويوم 23 من نفس الشهر لعقد المؤتمر الجهوي لمنطقة شرق البلاد بقسنطينة، أما المؤتمر الجهوي لمنطقة جنوب - غرب البلاد فحدد له موعد يوم 21 ماي الجاري ببشار، والمؤتمر الجهوي لمنطقة جنوب - شرق البلاد يوم 28 ماي بورڤلة، في حين سيعقد المؤتمر الجهوي لمنطقة وسط البلاد يوم 30 ماي بالبليدة. أما عن المؤتمر التأسيسي لحزب طلائع الحريات، فيرتقب تنظيمه، حسب المسؤول الأول عنه يومي 13 و14 جوان القادم بالجزائر العاصمة، مشيرا إلى أنه تم إيداع طلبات الترخيص بعقد هذه المؤتمرات لدى المصالح الإدارية المعنية وأن حزبه ينتظر الرد عليها.