أثنى الرئيس المالي على الجهود المميزة التي بذلتها الجزائر من خلال مرافقتها لجولات الحوار الشاقة التي جمعت الفرقاء الماليين، كما ثمّن وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، توقيع الفرقاء الماليين على اتفاق السلم والمصالحة بباماكو، فيما دعت باريس للحفاظ على هذا المكسب لعودة الاستقرار إلى مالي. أشاد الرئيس المالي بجهود الجزائر للوصول إلى توقيع اتفاق السلم والمصالحة، مبرزا أنها تمكنت في إطار وساطة دولية، من تسيير الملف المالي بإحكام وذكاء. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن التوقيع الرسمي لاتفاق السلم والمصالحة، الجمعة، بباماكو، المنبثق عن مسار الجزائر، من قبل الحكومة المالية والحركات السياسية-العسكرية لشمال مالي، يعد تحفيزا إضافيا لتحقيق ورشات كبرى من أجل عودة السلم والاستقرار في هذا البلد، مضيفا أنه ينبغي العمل بالتشاور مع كافة الأطراف من أجل تحقيق الأهداف ميدانيا. بالمقابل، دعت باريس على لسان كاتبة الدولة الفرنسية للتنمية والفرانكوفونية، أنيك جيراردين، بباماكو، الأطراف المالية إلى ضرورة الحفاظ على الديناميكية التي توجت بالتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، لضمان العودة النهائية للسلم والاستقرار في هذا البلد، موضحة أنه لا يوجد حاليا بمالي بديل غير السلم. وأكدت أن تحالف كل الماليين هو السبيل الوحيد الذي يسمح بالخروج من الأزمة. من جهتها، دعت نائبة مساعدة الدولة الأمريكية لشؤون غرب إفريقيا والساحل، بيسا ويليام، إلى تعميق الحوار والتشاور، وحثت طرف تنسيقية حركات الأزواد، الذي لم يوقع على الاتفاق، على القيام بذلك دون تأخير لضمان الاستقرار والأمن في مالي وفي المنطقة. واعتبر الأمين المساعد لعمليات حفظ السلام بمنظمة الأممالمتحدة، هارفي لاسدوس، أن اتفاق السلم والمصالحة يحمل آمالا لجميع الماليين للتوصل إلى عودة السلم والاستقرار في هذا البلد. وقال إن الوثيقة تمثل قاعدة جيدة لمواصلة مسار السلم، مؤكدا أن مالي خطت خطوة هامة من أجل عودة الاستقرار. تجدر الإشارة إلى أن الموقعين على الوثيقة هم ممثل الحكومة المالية، والحركات السياسية العسكرية لشمال مالي المشاركة في أرضية الجزائر، وكذا فريق الوساطة الدولية برئاسة الجزائر، بالإضافة إلى حركتين من بين الحركات الخمس التي تعدها تنسيقية حركات الأزواد، وهما التنسيقية من أجل شعب الأزواد، وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة. وكانت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، والمجلس الأعلى لتوحيد الأزواد، والحركة العربية للأزواد التي تنتمي أيضا لتنسيقية حركات الأزواد، قد وقعت الخميس بالجزائر العاصمة، بالأحرف الأولى، على اتفاق السلام والمصالحة.