بدأت أمس أشغال قمة مجموعة الدول السبع الكبرى في منطقة غارميش بارتينكيرشين بولاية بافاريا الألمانية، على مدى يومين حضرها قادة الدول الأكثر تصنيعا في العالم. وقبيل انعقاد القمة التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالرئيس باراك أوباما، تباحثا خلالها بشأن الوضع في أوكرانيا والاضطرابات في الشرق الأوسط واتفاقية التجارة الحرة التي يجري التفاوض عليها بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن. وتمحور جدول أعمال القمة، التي يحضرها أيضا قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان، على مجموعة واسعة من القضايا، من الحالة الراهنة للاقتصاد العالمي، وصولا إلى الإرهاب والفقر، إضافة إلى التغير المناخي. كما سيبحث القادة المفاوضات الشاقة بشأن تسوية أزمة الديون. وأعلنت ميركل في وقت سابق أنها لن تركز على قضيه الاستخبارات الأمريكية-الألمانية خلال مباحثاتها مع أوباما. وعلى هامش القمه، التقى أوباما رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المدعو للمشاركة في القمة. وخلال القمة حثّ الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مواجهة ”العدوان الروسي في أوكرانيا” مشيرا مرارا إلى وحدة وجهات النظر حول نقاط كثيرة بين برلين وواشنطن. وتشدد الإدارة الأمريكية على وجوب إبقاء العقوبات المفروضة على موسكو لاتهامها بدعم المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا. ومن جهته دعا رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك السبع إلى ”تأكيد وحدتهم” بشأن العقوبات على روسيا على خلفية دور موسكو في الأزمة الأوكرانية. وأعرب قائلا ”أن نيتي هي أن نعيد اليوم تأكيد وحدتنا حول سياسة العقوبات” مضيفا ”إذا أراد أحد ما إعادة النظر في هذه السياسة فذلك لن يكون سوى لتشديدها”. ويعد هذا الاجتماع أول قمة تغيب عنها روسيا التي انضمت إلى المجموعة في عام 1998، وتحولت خلالها هذه المجموعة من مجموعة الدول السبع إلى مجموعة الثمانية الكبار. وكانت روسيا استضافت قمة مجموعة الثمانية في العام الماضي، غير أنّ رؤساء الدول السبع الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا وكندا واليابان وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، رفضوا السفر إلى روسيا بسبب انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وقالت أنجيلا ميركل خلال تصريحات صحفية قبل أيام إن غياب روسيا يعتبر خسارة، وأشارت إلى ضرورة ”تغيير وجهة نظر روسيا”، حتى تعاود مجموعة الثمانية اجتماعاتها بكامل أعضائها. كما طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مراجعة موسكو وجهة نظرها حيال القرم، وأكد خلال تصريحات صحفية أن مجموعة الدول الكبرى تحتاج إلى روسيا لحل نزاعات طال أمدها كالنزاع في سوريا والعراق وليبيا، وبرنامج إيران النووي.