الحج المبرور يتطلب وضع أرضية تضمن الراحة والاطمئنان للحاج طيلة فترة الحج والقضاء على المشاكل المصطنعة في الوطن والحجاز. ففي الوطن يستحسن تكوين لجنة للإشراف على عملية الحج: 1 من وزارة الداخلية: للإشراف على عملية القرعة وإعداد جوازي السفر والحج. 2 من وزارة الصحة: تشرف على تحضير الوفد الطبي للقيام بالفحوصات المطلوبة وتقديم الدفتر الصحي وتعيّن أطباء وممرضين لمرافقة الحجاج في الحجاز. 3 من وزارة المالية: تستلم المبلغ الإجمالي الذي حدده مبعوث بنك الجزائر إلى الحجاز لإجراء الاتصالات المطلوبة رفقة ممثل القنصلية العامة في جدة، بغية ضبط تكلفة الإقامة في مكةوالمدينةوعرفات ومنى والتنقلات بالإضافة إلى المبلغ الذي يقدم للحاج بالريال، كما تعد الصكوك المختلفة للإقامة وتحضير فاتورة الحج وتقدم للحاج ليكون على بينة من أمره، حتى لا يشعر بأنه استفاد من صدقات. 4 من وزارة الخارجية: تهتم بتحضير تأشيرة الحج والإشراف على الحاج في الحجاز بواسطة القنصلية العامة في جدة ومن يمثلها في أماكن للإقامة كالدليل الذي يكون من المقيمين في مكة أو المدينة لمراقبة الحجاج إلى الحرمين والعقبة وأماكن الزيارات المقررة سلفا، كالمعالم الدينية والأثرية والتاريخية وهذه الزيارات بالمرافقة أفضل للحاج من المكوث في الفندق أو الخيمة أو الصلاة في الشوارع أو زيارة الأسواق والتزوّد ببضاعة مصنوعة خارج المملكة والوطن العربي على أن يتم كل ذلك طبق برنامج مدروس من طرف اللجنة المختصة لتضبط مع السلطات المختصة رزنامة أو برامج للإقامة في الحجاز ومن ذلك أشير إلى ما يلي: 1 قائمة الواجبات والحقوق: ليعرف الحاج ماله وما عليه خلال فترة الحج، بدلا من عقد الإكراه الحالي الذي لا يعمل به لا ديوان الحج ولا الحاج نظرا لعيوبه -كما لاحظنا من وقائع أكدتها وسائل إعلام محلية وعربية أشارت إلى معاناة الحجاج الذي استغرق سفرهم من المدينة إلى مكة حوالي 20 ساعة- كأن تقدم له قائمة للفنادق والمخيمات والخيم التي يقيم فيها وكذا أرقام الحافلات. 2 قائمة الممنوعات: أي ما يسمح للحاج أن ينقله معه، تجنبا للإهانة ومحافظة على احترام رجال الجمارك وخاصة ما تعلق بماء زمزم الذي ينتظره أقارب وأصدقاء الحاج، كأن تضمن المصالح المختصة وصول مياه زمزم الحقيقي بكميات متساوية إلى أهل الحاج؟ بعيدا عن المصادرة والضياع بعد تحليلها من طرف المخابر المختصة. ما يقتنيه الحاج من مصنوعات غير عربية من الحجاز خاصة مكةوالمدينة كأن تضبط الهدايا المسموح بنقلها من المصنوعات العربية كالمشلح أو الثياب المصنوعة في الحجاز وبعض المجوهرات المصنوعة في العالم الإسلامي وخاصة شبه جزيرة العرب وبعض المنتوجات كالقهوة اليمنية والهيل والحبة السوداء وغيرها.. وبكميات محدودة. 3 بطاقة للإقامة: في كل من المدينة (10 أيام (ومكة) 10 أيام وعرفات(3 أيام) ومنى (5 أيام) (على أساس أن مزدلفة منطقة عبور من عرفات إلى منى ولبضعة ساعات فقط رغم أنها من الحرم لكنها للاستراحة أو قضاء بعض الوقت في النوم ليلة العيد أو صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا وجمع الحصى. ففي مكةوالمدينة توزع الأيام بكيفية مدروسة لتكون كالآتي: أ يومان لزيارة الحرم ومعرفة أهم أروقته وأبوابه، كأقرب باب للإقامة أو الوصول إلى الكعبة الشريفة أو قبر الرسول (ص) وأروقة الصلاة المخصصة للفوج ومعرفة أماكن مياه زمزم والحمامات وهاتف للإتصال باللجنة الدينية. ب يوم لمعرفة أهم الأبواب: مثل باب السلام المؤدي إلى قبر الرسول والصفا والمروة في مكة وباب أبو بكر الصديق المؤدي إلى الروضة في المدينة والباب المؤدي إلى الكعبة وغيرها. ج بقية الأيام للزيارات المشروعة والمبرمجة حسب جدول معين. حقيبة الحاج: بعد تعليق قائمة الحجاج في البلدية يقوم الحاج بإجراءات الحج ومنها تأكيد النية والشروع في جمع الوثائق المطلوبة مثل جوازي السفر والحج والدفتر الصحي والمبلغ المالي المقرر ويقدم إلى المكتب المختص في الولاية على أن يستلم بعد أسبوع كل الوثائق في حقيبة واحدة تحتوي على: أ تذكرة السفر: التي تعرفه بيوم الذهاب ويوم العودة. ب البطاقة المغناطيسية: وفيها عدد مرات الطواف المسموح به كأن تكون ستة، لأن الحاج مطالب بطواف القدوم وطواف الإفاضة وطواف الوداع زائد طواف الحج بالنسبة للمتمتع أو طواف العمرة بالنسبة للمفرد، كما سيأتي معنا ويضاف إليها احتياطات عمرتان للوالدين. اقتراح البطاقة المغناطيسية جاء بناء على ما لاحظنا من مبالغة بعض الحجاج في كثرة الطواف حول الكعبة وهذا يتسبب في عرقلة حركة الطواف أو عرقلة الخروج من الطواف بعد الشوط السابع نتيجة الازدحام وبعبارة أخرى تساعد البطاقة المغناطيسية على التفرغ للعبادة والذكر والشكر والتسبيح نتيجة للاطمئنان على خطوات الحاج أثناء وجوده في مكة خاصة وأنها تساعد على معرفة الباب الذي يدخل منه للطواف والرواق الذي يصلي فيه وهذا يتطلب أن تتكفل اللجنة المكلفة بوضع رزنامة النواحي في الحرم المكي مثلا بناء على معرفة عدد الحجاج وحتى توزيعهم. 1 كأن يخصص رواق لمسلمي أسيا غير العربية مع تعيين مربع خاص بالنساء فيه. 2 كأن يخصص رواق لمسلمي إفريقيا غير العربية مع تعيين مربع خاص بالنساء فيه . 3 كأن يخصص رواق لمسلمي أوروبا والعالم الجديد مع تعيين مربع خاص بالنساء فيه . 4 كأن يخصص رواق لمسلمي الوطن العربي مع تعيين مربع خاص بالنساء فيه. ج المخطط: يستحسن أن يزوّد الحاج مع البطاقة المغناطيسية بمخطط عام للمدن التي سيمكث فيها حتى يتسنى له معرفة موقع إقامته والمساجد التي يمكن أن يصلي فيها والمزارات والأحياء التي يزورها علاوة على أماكن العلاج وإقامة الأطباء وأهم الشوارع التي تؤدي إلى الحرم ومسجد الخيف ومسجد نمرة وأشهر الأماكن الدينية والتاريخية على أن تكون الزيارات المشروعة والمقررة لكل فوج بناء على دراسة وافية لعدد حجاج كل زيارة والحافلات اللازمة وعدد المشرفين على الزيارة أو أروقة الصلاة وأوقات الرمي إلخ... كل ذلك لحماية الحاج من التيه داخل أو خارج الحرم أو العقبة ومعرفة الشارع الذي يؤدي إلى الفندق أو المخيم وغيرها من المعطيات الضرورية لرسم المخطط. عند الوصول إلى الحجاز: 1 تسليم جواز السفر: عندما يصل الحاج إلى جدة أو المدينة يستحسن أن يسلم جواز سفره إلى القنصلية العامة لتحتفظ به حتى لا يتعرض للعبث والتشويه والتأكد من سلامة الحجاج وعودتهم إلى الوطن وذلك مخافة الهجرة السرية. 2-الميقات: وبما أن المواقيت هي “لهن ولمن مر علين” وأن مدة الإقامة شهر بالنسبة لنا فيمكن للحاج أن يتجه إلى أي ميقات فيحرم منه وينوي النسك ويصلي ركعتين في المسجد فيقول: - المفرد اللهم إن نويت حجا: لبيتك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. - القارن: اللهم إن نويت عمرة وحجا، لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك. - المتمتع: اللهم إن نويت عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك. أما المقيم دون الميقات (بين مكة والميقات) فيحرم من منزله ويحتفظ فقط كل من المفرد والقارن بالإحرام إلى يوم العيد بعد رمي الجمرة الكبرى أما المتمتع فينزع الإحرام ويلبس ثيابه العادية بعد أداء العمرة مباشرة على أن يحرم من جديد يوم 8 ذي الحجة من مكان إقامته.أي يوم التروية ويذهب مع بقية الحجاج إلى عرفات وينزع الإحرام يوم العيد في منى بعد رمي الجمرة الكبرى وهذا التحلل الأول للجميع أما التحلل الثاني أو النهائي أو التام فيتم بعد طواف الإفاضة إما يوم العيد أو بعد أيام التشريق والأحسن أن يحترم الحاج المواعيد التي حددتها اللجنة مع الحافلة التي تنقل الحجاج من مكة إلى عرفات ثم منى ومنها إلى مكة تجنبا للتيه والضياع وسط الازدحام الشديد في منى! عموما يستمر الحاج في التلبية من الميقات إلى أن يصل إلى الحرم المكي. على أن يزوّد الحجاج بمخطط للحرم تبين فيه الأروقة والأبواب المؤدية لكل رواق وأقرب باب للكعبة والصفا والمروة حتى لا يتبه الحجاج وتفاديا للازدحام داخل الحرم كما يستحسن أني عين لكل فوج دليل يساعد الحجاج على الانتقال من الفندق وإليه وفي داخل الحرم ذاته وذات التخطيط يشمل المدينة وأماكن الزيارة. 3 الطواف: عندما يصل الحاج إلى الكعبة عليه أن يقف أمام زاوية الحجر الأسود أو عند الضوء الأخضر ويكبر 3 مرات ويدعو بما شاء. أنواع الطواف: طواف القدوم الحج الإفاضة العمرة الوداع. - فالمفرد: يؤدي طواف الحج عندما يصل إلى الكعبة ويحتفظ بالإحرام ويؤدي طواف الإفاضة عندما يعود من منى ويؤدي طواف العمرة بعد طواف الإفاضة و يؤدي طواف الوداع قبل مغادرة مكة عائدا إلى وطنه. - المتمتع: يؤدي طواف العمرة عندما يصل إلى الكعبة ويتجرد من الإحرام ويؤدي طواف الحج يوم التروية قبل الانتقال إلى عرفات ويؤدي طواف الإفاضة بعد عودته من منى ويؤدي الوداع قبل مغادرة مكة عائدا إلى وطنه. - القارن: يؤدي طواف العمرة والحج عندما يصل إلى الكعبة ويحتفظ بالإحرام ويؤدي طواف الإفاضة بعد عودته من منى ويودي طواف الوداع قبل مغادرة مكة عائدا إلى وطنه. 4-السعي: وهو عملية تمت مجاراة لما قامت به سيدتنا هاجر زوجة سيدنا إبراهيم الخليل. وطبقا لسنة سنها الرسول (ص) وهي عبارة عن سعي بين الجبلين الصفا والمروة في وادي إبراهيم الذي كانت تذبح فيه الذبائح قبل الإسلام وهو أيضا 7 أشواط والشوط هنا من الصفا إلى المروة ومن المروة إلى الصفا شوط ثاني وعلى هذا تكون الأشواط السبعة كما يلي من الصفا إلى المروة 1 3 5 7 ومن المروة إلى الصفا: 2 4 6 أي أن البداية تكون من جبل الصفا والنهاية عند جبل المروة والدعاء يكون عند الجبلين باستقبال الكعبة وأثناء السعي بينهما، أما عند الجبلين فتتلى الآية: “إن الصفا والمروة من شعائر اللّه فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكرا عليم”. 5-الوقوف بعرفات: ينتقل الحاج من مكة يوم 8 ذي الحجة عبر منى إلى عرفات ليتسنى له القيام بجولة استطلاعية ليتعرف على: - مسجد نمرة قرب وادي عرفة ومعرفة مدى سعته وإمكانية الصلاة فيه يوم 9 ذي الحجة (الظهر والعصر قصرا وجمعا) أو الصلاة في الخيمة مع الذكر والدعاء. - جبل الرحمة ويتوسط عرفات تقريبا وتحيط به الخيم . - أقرب مستوصف أو مستشفى أو خيمة للبعثة الطبية ليسهل عليه الانتقال إلى أحدها عند الضرورة. - أقرب محطة الحافلات بالنسبة للخيمة التي يقيم فيها ويركز على رقم الحافلة التي نقلته إلى عرفات لتنقله بعد غروب يوم التاسع إلى منى عبر مزدلفة. - أماكن التسوق وشراء الأكل والمشروبات . - أقرب الحمامات من الخيمة تجنبا للتيه يوم عرفات ولاسيما عند غروب الشمس حيث تلتحم الأمواج البشري بالحافلات ويصعب عليه التحرك أو العودة إلى نقطة الانطلاق. أما اليوم التاسع فيخصصه للعبادة والذكر والدعاء خاصة وأن خير الدعاء هو يوم عرفات على أن يعرف موعد ومكان انطلاق الحافلة. وفي حالة التيه عليه بطريق المشاة رفقة من تاه لينتقل إلى مزدلفة مشيا بعد غروب الشمس وقبل صلاة المغرب تصل فيه إلى مزدلفة. 6-مزدلفة: يتنقل الحاج بعد غروب شمس اليوم التاسع إلى مزدلفة في الحافلة وإن تعذر عليه يمشي على طريق المشاة ولا يتوقف في الشعاب والجبال القريبة لينام أو يستريح بل عليه أن يتأكد من وصوله إلى مزدلفة المعروفة بكثرة الأضواء والمحطات ومسجد المشعر الحرام ويصلي المغرب والعشاء جمعا وقصرا بآذانين إما جماعة وإما لوحده إن تعذر ذلك. المغرب بآذان و3 ركعات والعشاء بآذان وركعتين (يجمع حوالي 80 حصاة، 7 للعقبة الكبرى 21 ليوم 11 و 21 ليوم 12 و 21 ليوم 13 ذي الحجة ويضيف إليها 10 احتياطيا، ثم يستريح أو ينام قليلا قرب الحافلة التي ستنقله إلى منى وإن تعذر عليه في أي مكان (مزدلفة كلها موقف وهي من الحرم) على أن ينتقل إلى منى بعد صلاة الفجر مباشرة أو بعد منتصف الليل ويمشي على طريق المشاة إلى منى وسيجد الرفقاء. 7- منى: يصل الحاج إلى منى صباح يوم العيد ومن أهم الأفعال التي يقوم بها: - البحث عن الخيمة (رقم الخيمة في عرفات) وينتقل إلى العقبة ليرمي جمرة العقبة بسبع حصيات. - يوم العيد بعد طلوع الشمس يكبر الحاج عند كل رمية: “بسم الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر” ثم ينصرف بعد السابعة ولا يدعو بل يحلق أو يقصر شعر رأسه وبذلك يتحلل التحلل الأول فيتحرر من الإحرام ويلبس ثيابه العادية. وهنا تجدر الإشارة إلى ما يلي: أ أن يتأكد الحاج قبل الإنصراف والإبتعاد عن العقبة الكبرى من أن كل الحصيات سقطت في الحوض بعد أن ضربت حائط العقبة وعليه يستحسن أن يتريث ولا يتعجل ويقترب شيئا فشيئا من جمرة العقبة الكبرى كغيرها من بقية الأيام وعندما يصل إلى الحائط الحوض يقول: “بسم الله” ويكبر 3 مرات ثم يرمي الحصى الواحدة بعد التكبيرة الثالثة في كل مرة، ثم ينصرف بعد السابعة ويعود إلى الخيمة صحبة رفقائه أو الدليل والأحسن ألا يغادر الخيمة إلا بعد صلاة العصر إلا للضرورة اتقاء لحرارة الشمس. ب أن ينتبه إلى المسلك الذي سلكه وألا يتأثر بالأمواج البشرية بل عليه التأكد من الشارع الذي يوجد فيه المخيم أو على الأقل يتذكر رقم الخيمة وليسهل عمله التوجيه للكشافة العربية فيدلونه على الخيمة وقد يرافقونه إن أمكن ويحميه من التيه والمبيت خارج الخيمة مع ما يترتب على ذلك من مضايقات ونتائج على التأكد من مكان بعض المعالم القريبة من الخيمة في طريق العودة إلى المخيم ويحاول الصلاة في مسجد الخيف إن أمكن وألا يصلي في الخيمة. ج معرفة الحمامات القريبة من الخيم وتلك التي لا يكثر عليها الإزدحام والتأكيد على نظافتها وعدم حرمان الغير من استعمالها في الوقت المناسب وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة واستعمالها بصورة منظمة ويمكن تصنيفها إلى حمامات للاستحمام فقط وأخرى للخلاء فقط. عموما بعد رمي العقبة الكبرى يعود الحاج إلى الخيمة أو الجماعة ويؤجل طواف الإفاضة إلى ما بعد أيام التشريق والعودة الجماعية في ذات الحافلة إلى مكة فيستحم ويستريح في الفندق ثم يذهب إلى الحرم ليؤدي طواف الإفاضة وهو من أركان الحج بنوع من الاطمئنان واليسر كما أن ذبح الشاة غير وارد بل عليه أن يتصرف كباقي الحجاج بشراء وصل. يوم 11 ذي الحجة يرمي الحاج العقبات الثلاث، الصغرى والوسطى والكبرى كل واحدة بسبع حصيات بعد البسملة والتكبير 3 مرات عند كل رمية على أن تسقط الحصى في الحوض بعد أن تضرب الحائط وبعد السابعة يبتعد قليلا ويدعو بما شاء وبعد رمي العقبة الصغرى والوسطى أما الكبرى فيكتفي بالرمي ولا يدعو بل ينصرف لشأنه. يوم 12 13 يكرر ما فعله بالأمس وكذلك يفعل يوم 13 على أن يعود بسرعة ويترقب وقت انطلاق الحافلة التي تقله إلى مقر إقامته بمكة. اقتراح: من خلال ملاحظاتنا نقترح بناء المخيمات بستة أو سبع طوابق على مساحة 150 م يسكنها عدد من الحجاج على أن يخصص الطابق الأرضي للتموين ورمي النفايات والسابع للحمامات والخلاء حتى لا يستعملها إلا القاطنين بها والسادس للصلاة على أن يقسم كل طابق إلى عدد من الخيم يفصل بين الخيمة والتي تليها حائط مع مراعاة الجانب الصحي المتمثل في التهوية وتخصيص وقت معين للتنظيف محافظة على سلامة ضيوف الرحمان وهذا يستوجب الصرامة والحزم وتعليق التعليمة الواجب اتباعها عند مدخل كل خيمة ودليل كل خيمة يرافق حجاجها إلى الحرم أو العقبة أو المزارات المشروعة والمبرمجة سلفا وما شبه ذلك من الإضافات والاحتياطات اللازمة والتي تساعد الحاج على أداء فريضة الحج في جو من الطمأنينة والراحة والثقة التي تساعده على التفرغ للعبادة وأداء المناسك في ظروف جيدة وهذا يعني أن الحاج يتحمل النفقات الإضافية وإدراجها في القيمة أو التكلفة الإجمالية للحج ويقدم له الوصل بشيء من التفصيل حتى يقتنع إذا لاحظ الفرق بين مجموعة وأخرى في الاعتناء والنظافة. مغادرة الحجاز -طواف الوداع: قبل العودة إلى الوطن، يقوم الحاج بتوديع أقدس مكان على الكرة الأرضية (الكعبة المشرفة) ومن خلالها الحرم المكي والحجاز عموما وذلك بالطواف الذي يودع به الكعبة فالحرم ومكة والحجاز وهذا الطواف معروف بطواف الوداع ومن تركه لعلة ما لا شيء عليه. يتزايد عدد الحجاج من سنة لأخرى وهذا يتطلب وضع مخطط شامل ومدروس دراسة وافية من قبل لجنة تكلف بذلك من طرف ممثل وزارة الحج ورئاسة الحرمين وممثلي منظمة التعاون الإسلامي والقنصليات الإسلامية في جدة. يساهم المخطط في وضع أرضية الحج المبرور ليتفرغ الحاج إلى العبادة في الحرمين والمساجد القريبة من الإقامة بدلا من الصلاة في الشارع وعرقلة حركة المرور وهذا يتطلب التزام الحاج بواجباته ولتنازل عن بعض حقوقه ويعتبر نفسه ممثلا لوطنه وعلمه ويبرهن عن سماحة الدين الإسلامي فيشرف بذلك المكان المقدس الذي لا تشد الرحال إليه في وقت ومكان معينين فيتقبل الله حجه ويعود إلى أهله مسرورا.