معنى الإفاضة انتقال الناس من مكان إلى آخر، كالإفاضة من عرفة بعد غروب الشمس، والإفاضة من مزدلفة إلى منى بعد طلوع الفجر، والإفاضة من مِنى في اليوم الثاني للرّمي، كما يضاف طواف الركن إلى الإفاضة فيسمّى "طواف الإفاضة"؛ وحكمه أنه ركن في الحج. الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة وهي انصراف الحجيج بعد انقضاء الموقف في عرفات، فإذا غربت شمس يوم عرفة توجه الحاج إلى مزدلفة ملبياً ومكبراً ومهللاً وحامداً. ويسير الحاج إلى مزدلفة في سكينة ووَقار دون إسراع لئلا يؤذي أحداً. وعندما يصل إلى مزدلفة ينزل قرب مسجد المَشعر الحرام إن تيسّر له ذلك. ويستحب الإكثار من الدعاء والذِّكر والتلبية وقراءة ما تيسّر من القرآن، عملا بقول الله تعالى: "فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين* ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم" الإفاضة من مزدلفة إلى منى وفي مزدلفة يصلي الحاج المغرب والعشاء ويبيت حتى منتصف الليل. ثم يجمع منها الحصيات (وهي حجارة صغيرة) لرمي الجمرات. وإذا طلع الفجر يصلي الصبح ثم يسير إلى منى لرمي الجمرة الأولى. عاشرا: طواف الإفاضة يكون يوم النّحر، ويسمى طواف الفرض، وركن الحج، لأنه فرض وركن من أركان الحج؛ ويسمى أيضا طواف الزيارة ، ولا يتحلل الحاج من الإحرام إلا به، وهو ما يعرف بالتحلل الأكبر. وطواف الإفاضة لا ينوب عنه شيء، ويؤديه الحاج بعد أن يرجع من عرفة ويبيت بالمزدلفة، فيأتي مِنى يومَ العيد، فيرمي وينحر ويحلق؛ ويأتي مكة، فيطوف بالبيت طواف الإفاضة. تأخير طواف الإفاضة من أراد أن يؤخّر الإفاضة مع طواف الوداع فله ذلك، ومن كان متمتعا سعى بين الصفا والمروة كما تقدم أيضاً، خلافاً للقارن والمفرد فيكفيهما السّعي الأول. ومن السنة الترتيب بين المناسك المتقدمة: الرّمي، فالذبح أو النّحر، فالحلق، فطواف الإفاضة، فالسعي للمتمتع لكن إن قدم شيئاً منها أو أخر جاز. شروط طواف الإفاضة يشترط في طواف الإفاضة شروط خاصة به إضافة إلى الشروط العامة للطواف, وهذه الشروط هي: 1- أن يكون مسبوقا بالإحرام. 2- أن يكون مسبوقا بوقوف عرفة. 3 - النية: بأن يقصد به طواف الإفاضة. 4 - الوقت: فلا يصح طواف الإفاضة قبل الوقت المحدّد له شرعا. إعداد: نصر الدين خالف