علمت ”الفجر” من مصادر مقربة، أنه سيتم دمج الجائزتين الأدبيتين المطلقتين مؤخرا من طرف المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وهذا لتشكيل جائزة كبرى تشرف عليها المؤسستان، تحمل اسم ”اسيا جبار” تخليدا لروح الروائية الجزائرية المتوفاة شهر فيفري المنصرم. ويأتي هذا بعد إطلاق المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية جائزة للرواية قيمتها 100 مليون سنتيم، وأيضا جائزة آسيا جبار للرواية التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار. وبهذا تكون الجهات المشرفة على الثقافة بالجزائر وضعت حد ل”الخبطة” التي تبعت الإعلان عن إطلاق الجائزتين ابتداء من الصالون الدولي للكتاب القادم. وأكدت مصادر مقربة من المؤسستين ل”الفجر”، أن جديد الجائزة هي المكافأة المالية التي تم رفع قيمتها لتتمثل في 300 مليون سنتيم، كما سيتم دمج لجنتي تحكيم الجائزتين لتشكيل لجنة واحدة ستعمل على تقيم الأعمال المرشحة. وستتكفل اللجنة بتعيين وفقا لمعايير مرتبطة ب”القيم الجمالية العالمية” أفضل رواية للسنة، والتي تكون مكتوبة باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية. وكانت قد دعت المؤسستان، الناشرين الجزائريين الراغبين في المشاركة في الطبعة الأولى من هذه الجائزة، لإرسال الروايات إلى الموقع الخاص بالجائزة والذي يحمل اسم الروائية ”آسيا جبار”، ليتم بعدها الإعلان عن قائمة المشاركين في الجائزة ”آسيا جبار” قبل 31 سبتمبر القادم والتي تعد حاليا من أهم وأكبر الجوائز في الجزائر. وستعيد لجنتا التحكيم هيكلة الجائزة من قوانين وبنود، ليعاد المصادقة عليها من طرف أعضاء لجنة التحكيم، التي تتشكل من أساتذة وكتاب وباحثين وأدباء ونقاد، لتتويج الفائز الأول بالجائزة، خلال اليوم الثاني من افتتاح فعاليات الصالون الدولي للكتاب المزمع تنظيمه من 27 أكتوبر إلى 7 نوفمبر2015. وستختار اللجنة رئيسها وتعد قانونها الداخلي والمعايير التي يتعين من خلالها تقييم المؤلفات التي تقدم لها، وتبقى مداولاتها سرية وقراراتها لا يمكن معارضتها بأي شكل، حيث لا يتم قبول أي طعن في ما يخص شروط مجريات المسابقة وتنظيمها أو نتائجها. وتهدف الجائزة إلى تحفيز الكتاب الجزائريين، من خلال تقييم أعمالهم لاختيار أحسن الروايات الجزائرية ومكافأتها بجائزة مالية، وكذا لتغطية شبه الفراغ السائد في الجزائر من الجانب التكريمي للأدباء، إضافة إلى تشجيع الإبداع وصناعة الكتاب وإعادة تقييم الأدب بالجزائر. الجدير بالذكر أن الجائزة تمنح لأحسن رواية جزائرية كتبت هذه السنة أوالسنة الفارطة، ويشترط أن تكون الرواية أصلية، أي تم نشرها في الجزائر ومن طرف ناشر جزائري. كما يتعين تقديم الأعمال المراد المشاركة بها لنيل الجائزة من طرف الناشرين، ويحق لكل ناشر تقديم عنوانين في كل لغة ولكل عنوان خمس نسخ. وتحمل هذه الجائزة المالية اسم الروائية الراحلة ”آسيا جبار”، كون الكاتبة وصلت إلى العالمية عبر إبداعاتها، كما أن اسمها كان يتردد كل سنة في قائمة المترشحين لنيل جائزة نوبل للآداب، إضافة إلى تفتح الكاتبة على العالم عبر كتاباتها. وتعتبر آسيا جبار أيضا شخصية ذات توافق وطني، حيث لها جذور عميقة بالجزائر، فهي ابنة شرشال الأمازيغية، كتبت عن الإسلام وعن حقوق المرأة، ونددت في خطابها الأول لما أصبحت عضوة بالأكاديمية الفرنسية، بالاستعمار الاستيطاني بالجزائر وبكل وضوح. وزيادة على هذا هي مخرجة سينمائية دافعت عن المرأة الجزائرية والثقافة الشعبية، ونالت الراحلة العديد من الجوائز العالمية الخاصة بالآداب.