أعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك أمس أن أسعار خاماتها ال12 تراجعت يوم أمس بواقع 90 سنتا لتستقر عند 58.24 دولار للبرميل بعدأن كان 59.14 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي. وذكرت المنظمة أن المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي بلغ 96.29 دولار للبرميل. وتضم سلة أوبك التي تعد مرجعا في مستوى سياسة الإنتاج 12 نوعا، وهي الخام البحري القطري وخام صحارى الجزائريوالإيراني الثقيل والبصارة العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني النيجيري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مريات والخام الفنزويلي وجيراسول الأنغولي وأورينت الأكوادوري. وكان وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للنفط قد قرروا، في ختام اجتماعهم الوزاري السنوي في الخامس من جوان الجاري، الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي للدول الأعضاء في المنظمة المحدد بثلاثين مليون برميل من النفط. وكان قد دعا المحلل الاقتصادي فى معهد تشاتم هاوس ”المعهد الملكي للشؤون الدولية ” في لندن، البروفيسور بول ستيفنز، دول أوبك ومن بينها الجزائر إلى تنويع مصادر دخلها وعدم الاعتماد على الريع البترولي بالكامل لكي لا تحدث الكارثة في حال انخفاض أسعار النفط إلى ما دون الأربعين دولارا في الفترة المقبلة. مرجعا ذلك لقرار أوبك الأخير بالحفاظ على سقف الانتاج وبالمنافسة التى خلفتها تكنولوجيا البترول والغاز الصخرى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد ستيفنز أن التكنولوجيا الجديدة لاستخراج النفط الصخري مكنت الولاياتالمتحدة من زيادة إنتاجها من النفط إلى مستويات لم يكن بالإمكان تخيلها قبل خمس سنوات، معتبرا أن أوبك قد أخطأت بافتراضها بأن تخفيض أسعار النفط قد يمكنها من القضاء على صناعة النفط الصخرى في الولاياتالمتحدة. لكن البروفيسور ستيفنز اعتبر أن لدى أوبك ما يبرر مخاوفها التى تدفعها للإبقاء على سقف الإنتاج، إذ أنها لا تريد تكرار تجربة الثمانينيات عندما خفضت إنتاجها لرفع الأسعار، في حين رفعت الدول خارج أوبك إنتاجها، محذرا من قرار أوبك الأخير الذي قد يضع دولها فى وضع مالي وسياسى خطير. واستبعد ستيفنز المؤامرات السياسية فيما يحدث فى سوق الامدادات البترولية معتبر أن الموضوع اقتصادى بحت ولا يتعلق بابتزاز روسيا أو إيران أو الولاياتالمتحدة، لكن الخبير النفطي أكد أيضا أن روسيا فى حالة خطر كبير من الجهة الاقتصادية وأن أمريكا وأوروبا تستفيدان من الوضع. ونصح البروفيسور ستيفنز دول مجلس التعاون المنتجة للنفط بالعمل جديا على تنويع اقتصادها وليس مجرد الحديث عن ذلك، واستبعد ستيفنز إمكانية انشاء محطات الطاقة الشمسية فى دول مجلس التعاون لأن المناخ لا يساعد لنصب اللوحات فى ظل مناخ عالى الرطوبة ومغبر.