يتأهب المسرح الجهوي لقسنطينة، لاستقبال الوفد المغربي لإحياء ليلة المملكة المغربية، ضمن فعالية ليالي الشعر العربي، المنضوية تحت لواء تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، يوم 30 جويلية القادم من تنظيم دائرة الكتاب والأدب. وتأتي ليلة المغرب، بعد ليالي فلسطينوتونسوقسنطينة، لتؤكد استمرار عزم مشرفي الفعالية على المضي في تطبيق البرنامج المسطر، والذي يتضمن استضافة المشاهد الشعرية العربية في ثلاث عشر أمسية. ويضم الوفد المغربي شعراء ينتمون إلى أجيال وحساسيات ومناطق مختلفة في المشهد الإبداعي المغربي، على غرار محمد بن طلحة وياسين عدنان وإيمان الخطابي وصباح الدبي ومحمد الصالحي. وسيكون الوفد المغربي مرفوق بشعراء جزائريين، هم أحمد عبد الكريم ولميس سعيدي. وتستمد الأسماء المشاركة في الليلة المغربية أهميتها من عمق نصوصها ومن حضورها الدائم في المحافل النقدية والثقافية والإعلامية. وتمثل هذه الأسماء عينات من المدونة الشعرية المغربية، ستمنح للملتقي والناقد والإعلامي الجزائري، فرصة لأن يتابع أكثر ما يكتب في المملكة، تحقيقا لرهان التبادل الثقافي والفني بين البلدين الشقيقين. وذكر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في الكتاب الإعلامي الذي أعدّ خصيصاً لهذا النشاط، أن قسنطينة ”ستحتفي بشعراء المغرب الشقيق، سفراء الحداثة وهي تعانق الأطلسي، ذلك أن المغرب قدم للشعر العربي كثيرا من الإضافات التي نتجت عن ساحة ثقافية متزنة، وترتكز على أعمدة وازنة”. وكانت، يوم 23 أفريل الماضي، قد افتتحت الليلة الأولى لتظاهرة الشعر العربي دولة فلسطين تحت شعار ”شعر وتراب” التي حضرتها وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي، ألقى من خلالها 9 شاعرات وشعراء فلسطينيين وآخرين جزائريين جمال وروعة الشعر العربي، حيث تضمنت قراءات حول الحياة والموت ايضا الحرب والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وما يقدمه من تضحيات من اجل الحفاظ على هويته، وكذا معاناة اطفال غزة التي تعيش حصار شامل منذ سنة 2009. وحملت القراءات الشعرية عناوين ”انتهت الحرب” و”تلك الابتسامة ذلك القلب” وقصيدة ”هكذا أبدو” للشاعرة هالة أبو الشروف التي عبرت من خلالها عن إصرار الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع أرضه وهويته. واستنادا لرئيس لجنة تنظيم الليالي العربية للشعر بوزيد حرز الله، فإن سهرة ستخصص لأجمل الكلمات العربية كل آخر خميس من نهاية كل شهر طيلة تظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”. كما نزل يوم 28 من شهر ماي الفارط، خمسة شعراء تونسيين يمثلون توجهات فكرية مختلفة في المشهد التونسي، وهم محمد الهادي الجزيري، شوقي العنيزي، أنور اليزيدي، والشاعرتان عبير مكي وإيمان عمارة، على ركح قسنطينة الجهوي خلافا لليلة الأولى التي احتضنها قصر أحمد باي بسبب عدم استيعابه للجمهور. وتميزت السهرة المخصصة لدولة تونس بقراءات اهتمت بمواضيع خصت حرية المرأة التونسية والعربية ككل وأيضا بالحب وجمال المرأة. كما تطرقت القراءات الشعرية الى العلاقات التاريخية بين الجارين تونس والجزائر. وكانت قد انتقدت العديد من الجرائد التونسية والعربية تغييب الشعراء قراءات عن ثورة الياسمين. ويشار إلى أن ليالي الشعر العربي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ستتواصل على مدار سنة، حيث سيشارك ما يقارب 100 شاعر مغربي وعراقي ويمني وتونسي وآخرين من بلدان الخليج العربي، إلى جانب شعراء جزائريين في تنشيط سهرات شعرية موضوعاتية نهاية كل شهر، حول الأمل والمصير المشترك للأمة العربية والحياة والحب، في جو من شأنه تعزيز التعاون الثقافي بين شعراء البلدان العربية وفتح آفاق التقارب الفكري والإبداعي بين الشعراء.