يعمل الجيش السوري حاليا على استرجاع مدينة تدمر الصحراوية الواقعة وسط سوريا في محافظة حمص، والتي تمثل منطقة جد استراتيجية وهامة في المشهد السوري كونها محور عبور إلى دول العراق وتركيا وأيضا إلى لبنان، كما تعد المدينة الاثرية معلما تاريخيا شاهدا يجب الحفاظ عليه كونه مصنف كتراث عالمي من طرف منظمة اليونسكو. ويحاصر الجيش السوري المدينة تأهبا للدخول إليها واسترجاعها من تنظيم ”داعش”، والذين دخل مقاتليها إلى متحف مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، ودمروا عددا من المجسمات الحديثة، ثم وضعوا حراسا على أبوابه. وكان المدير العام للآثار والمتاحف السورية، مأمون عبد الكريم، قد أوضح في مؤتمر صحافي في دمشق ”تلقينا ليلا معلومات من تدمر قبل انقطاع الاتصالات بأنهم فتحوا أبواب المتحف ودخلوا إليه، وكان هناك تكسير لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه ووضعوا حراسا على مداخله”. وسيطر التنظيم على مدينة تدمر، ما أثار مخاوف جدية على آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي. وتابع عبد الكريم، رفع الإرهابيون رايتهم على القلعة الإسلامية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر وتطل على أثار المدينة القديمة. ووفق عبد الكريم، فإن ”مئات القطع الأثرية في المتحف نقلت إلى دمشق منذ زمن وعلى دفعات”؛ لكنه أبدى خشيته على القطع الضخمة التي لا يمكن تحريكها على غرار المدافن الجنائزية. ويطلق على تدمر اسم ”لؤلؤة الصحراء” وهي معروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها. ولا تشهد المواقع الأثرية أي تحركات لمقاتلي ”داعش”، وفق عبد الكريم، الذي يأمل ”أن لا تتعرض المدينة لأعمال تدمير مشابهة لتلك التي حدثت في العراق”، في إشارة إلى تدمير التنظيم لآثار الموصل ومدينتي الحضر ونمرود. وكانت المديرة العامة لمنظمة ”اليونسكو” إيرينا بوكوفا أوضحت أن تدمير مدينة تدمر الأثرية، التي سيطر عليها عناصر ”داعش” سيكون خسارة كبيرة للبشرية، مؤكدة أن تدمر هي موقع استثنائي من التراث العالمي في الصحراء، وأن تدمير المدينة التاريخية ليس فقط جريمة حرب ولكن أيضا خسارة كبيرة للبشرية، حسب تصريحاتها. وكررت ”بوكوفا” دعوتها لمجلس الأمن للإشراف على عملية حماية هذه المدينة، وقالت ”نحن بحاجة إلى مجلس الأمن، وجميع القادة السياسيين والزعماء الدينيين لمنع هذا التدمير”، مشيرة إلى أن الموقع الأثري بالصحراء السورية مهد للحضارة الإنسانية، ينتمي للبشرية جمعاء، مضيفة أن جميع الثقافات تؤثر في بعضها البعض، وكل الثقافات تثري بعضها البعض.