حددت وزارة الثقافة تاريخ الثالث من شهر ديسمبر المقبل كموعد لانطلاق مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، ويتواصل لغاية العاشر من نفس الشهر. ويعود مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بعد غياب دام 30 عاما، حيث أكد وزير الثقافة عزالدين ميهوبي في أكثر من مناسبة حرصه على إعادة المهرجان وترسيمه كفعالية سينمائية تحتضنها مدينة عنابة. وأسند تنظيم هذه التظاهرة الثقافية المخصصة للأفلام والسينمائيين من مختلف بلدان حوض المتوسط، للمخرج السينمائي سعيد ولد خليفة، الذي عين محافظا للمهرجان. وستركز الطبعة الأولى لهذه التظاهرة المتوسطية على موضوع الهجرة السرية. كما سيخصص المنظمون تكريمات لعدد من الوجوه السينمائية الجزائرية والأجنبية التي رحلت في 2015. وكانت ”الفجر” السباقة لنشر تفاصيل تعيين سعيد ولد خليفة كمحافظ للمهرجان، وهو الخبر الذي تفاجأ به أهل الفن السابع في الجزائر لكون المخرج سعيد ولد خليفة لا يملك أي خبرة في التسيير. كما لا يعد من أهم المخرجين السينمائيين في الجزائر، والدليل الانتقاد الكبير الذي لقيه فيلمه الأخير ”زبانة”. ونفس الأمر حصل مع أفلامه السابقة على غرار ”عائشات” الذي أخرجه بالتعاون مع المنتجة والوزيرة السابقة نادية لعبيدي. هذه الأخيرة التي كان لها الفضل في تعيينه مسؤولا عن ”اللوجيستيك” في مهرجان وهران للفيلم العربي، وفيه وقع ولد خليفة في العديد من الأخطاء، خاصة من ناحية التنظيم الذي كان خارج الإطار وجعل المهرجان عرضة لانتقاد كبير نظرا لحالة الفوضى التي سادت خصوصا في حفل الافتتاح، ناهيك عن البرمجة الكارثية وضبط مواعيد قدوم الضيوف وأمور أخرى عديدة. من جهة أخرى لم يستغرب الكثير من متتبعي السينما تعيين سعيد ولد خليفة كمحافظ لمهرجان عنابة للسينما المتوسطية، وذلك بحكم علاقته بالوزير عز الدين ميهوبي، فالكل يعرف أن سعيد ولد خليفة تعاون مع عزالدين ميهوبي الذي قام بكتابة سيناريو فيلم ”زبانة” وأخرجه سعيد ولد خليفة وأنتجته شركة ” ليث ميديا” لصاحبها ياسين علوي. هذا الأخير يعتبر أحد العناصر المهمة في محافظة المهرجان الذي سينطلق في الثالث من ديسمبر المقبل بمدينة عنابة، كما يملك علوي سابقة خطيرة يعرفها الكثير وهي أنه عندما عين مديرا فنيا في مهرجان وهران للفيلم العربي سنة 2012 لم يحضر طيلة أيام المهرجان.. وهنا يُطرح السؤال حول تجديد الثقة في عناصر أثبتت فشلها وسوء تسييرها وقلة مسؤوليتها واحترافيتها في إدارة المهرجانات الكبرى؟!. اسم آخر يعد أحد الحلقات المهمة في مهرجان السينما المتوسطية، والذي يمسك بزمام قطاع خاص جدا ويعتبر المعادلة الأهم في إنجاح مهرجان أو إسقاطه، وهو سليم أقار، مسؤول الإعلام والاتصال في المهرجان، وهو الذي شغل نفس المنصب في مهرجان وهران للفيلم العربي، والكل يعلم الكوارث الذي شهدها المهرجان من هذا الجانب، خصوصا اعتمادات الصحفيين وطريقة إيوائهم. مشكل آخر مطروح في وزارة الثقافة، ففي الوقت الذي يعيد الوزير ميهوبي مهرجانات كانت غائبة لمدة 30 سنة، تبقى مهرجانات سينمائية مهمة عديدة مصيرها مجهولا، في صورة مهرجان الجزائر للسينما المغاربية، والمهرجان الدولي للسينما ”أيام الفيلم الملتزم” الذي من العادة تنظيمه شهر ديسمبر.. فهل سيكون مصيره كمصير مهرجان السينما المغاربية الذي أجل إلى تاريخ غير محدد وذهب ضحية مهرجان وهران؟ وهل سيتكرر الأمر مع المهرجان الدولي للسينما الذي قد يؤجل بسبب مهرجان السينما المتوسطية الذي أعاده ميهوبي وفي شهر ديسمبر بالتحديد؟. للإشارة كانت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي قد نظمت لعامين متتاليين في 2012 و2013 بالجزائر العاصمة، الأيام السينمائية للفيلم المتوسطي.