تراجع برميل النفط، أمس، إلى ما دون 50 دولارا ليبلغ 48، ما لا يخدم أبدا اقتصاد الجزائر، إذ أحدث هذا التهاوي لسعر النفط استنفارا وحالة طوارئ على مستوى الحكومة نتيجة تراجع الإيرادات وتآكل مداخيل الخزينة العمومية، ما سينجر عنه انكماش المداخيل وعجز الميزانية والذي سينعكس بدوره على النفقات. حسب ما كشفته مصادر متطابقة ل”الفجر”، فإن الحكومة تترقب وترصد بدقة تأرجح سعر برميل النفط، لتتمكن من التحكم في الميزانية وتبني موازنتها استنادا لسعره الذي بلغ أدنى مستوياته نهاية الأسبوع المنصرم، بعد أن وصل إلى 47 دولارا يوم الخميس، الأمر الذي لن يزيد من وضعية الخزينة العمومية وميزان المدفوعات إلا تعقيدا وسيسهم في مزيد من التآكل لاحتياطي الصرف، خاصة بعد التقرير الذي أصدره بنك الجزائر حول التوجهات المالية والنقدية خلال الثلث الأول من العام الحالي والذي وصفه الخبراء ب”الإنذار”، حيث كشف أن احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة سجل تراجعا حادا، حيث بلغ 159.9 مليار دولار نهاية مارس الماضي مقابل 179.9 دولارا عند نهاية ديسمبر 2014. وحسب ما نقلته وكالة رويترز أمس، فقد واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام انخفاضها يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أطول موجة من التراجعات الأسبوعية منذ بداية العام، وذلك تحت ضغط هبوط أسعار البنزين مع قرب انتهاء موسم الرحلات الصيفية. وقالت شركة خدمات حقول النفط، بيكر هيوز، إن عدد منصات الحفر في الولاياتالمتحدة زاد ست منصات الأسبوع الماضي، وهو ما أضعف معنويات السوق، لأنه يشير إلى احتمال زيادة الإنتاج من جراء ارتفاع أنشطة الحفر. وأضافت شركات الحفر ما مجموعه 32 منصة حفر عن النفط خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وتراجع سعر خام برنت في العقود الآجلة عند التسوية 91 سنتا أو 1.8 في المائة إلى 48.61 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق من التعاملات 48.45 دولار أدنى مستوى له منذ أكثر من ستة أشهر. وختم خام القياس العالمي الأسبوع على خسارة نسبتها سبعة بالمائة وتراجع بنسبة 23 في المائة في الأسابيع الستة الماضية. وانخفض سعر الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) عند التسوية 79 سنتا أو 1.8 في المائة إلى 43.87 دولار للبرميل بعد هبوطه أكثر من واحد بالمائة يوم الخميس. وختم الخام الأمريكي الأسبوع أيضا منخفضا سبعة في المائة وتراجع 26 في المائة في الأسابيع الستة الماضية. وهبطت العقود الآجلة للبنزين إلى أدنى مستويات لها في خمسة أشهر ونصف يوم الجمعة، وختمت الأسبوع منخفضة 12 في المائة أكبر تراجع أسبوعي لها في نحو ستة أعوام. وختمت عقود الديزل المنخفض المحتوى الكبريتي الأسبوع منخفضة قرابة ثلاثة في المائة بعد أن لامست أدنى مستوياتها في ستة أعوام يوم الأربعاء. من جهته، خفض بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي توقعاته لأسعار النفط في عامي 2015 و2016 متذرعا بالآثار المجتمعة لمرونة إنتاج النفط الأمريكي وقفزة في إنتاج منظمة أوبك وزيادة تدريجية في الصادرات المتوقعة من إيران العام القادم. وخفض البنك توقعاته لسعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في عام 2015 إلى 57.3 دولار و51.7 دولار للبرميل على الترتيب. وخفض البنك تنبؤاته لسعر خام برنت والخام الأمريكي في عام 2016 بمقدار خمسة دولارات إلى 60 دولارا و55 دولارا للبرميل. وواصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام انخفاضها يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أطول موجة من التراجعات الأسبوعية منذ بداية العام، وذلك تحت ضغط من هبوط أسعار البنزين.