طالب النائب عن جبهة العدالة والتنمية، حسن عريبي، وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، بتقنين عملية ختان الأطفال التي تشهد وتيرة مرتفعة خلال فصل الصيف، تصاحبها في بعض الحالات أخطاء طبية جسيمة قد تؤدي إلى تضييع حياة الطفل في ظل التسابق المحموم على الكسب السريع بين العيادات الطبية. ودعا عريبي أمس وزير القطاع من خلال سؤال كتابي بخصوص إجراءات السلامة أثناء عملية الختان للأطفال، إلى الإعلان عن الإجراءات والتدابير التي ينوي اتخاذها للحيلولة دون أن يقع أطفال الجزائر في مشكلة فقدان أعضائهم من قبل أصحاب العيادات التي يسعى البعض من أصحابها للربح السريع على حساب حياة الناس؟ وما هي الإجراءات المزمع القيام بها لتجنب حدوث أخطاء طبية في عملية الختان؟ وطالب النائب البرلماني تحديد الطبيب أو العيادة المؤهلة لإجراء عملية الختان، ومن يتحمل أخطاء الختان ومن يتكفل بتصحيح تلك الأخطاء؟ وهل من برنامج متكامل يتم فيه إخضاع الأطباء المعنيين لتربص يشعرهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم أثناء عملية الختان؟ وأوضح أن ظاهرة الربح السريع امتدت إلى قطاعات حساسة، منها قطاع الصحة الذي يعتبر حساسا جدا، وأن الطبيب هو جوهر العمليات الصحية ومن المقدسات، غير أنه تدريجيا ومع تراجع مستوى التعليم والتسابق نحو الثراء ومع نقص الرقابة وتراجع الضمير المهني، أصبح عمل الطبيب يشوبه الكثير من عدم الاحترافية والتركيز، بل أصبح يؤدي إلى كثير من الأخطاء الطبية، منها أخطاء عملية الختان التي تترك جرحا لا يندمل ومرضا لا يشفى، وعاهة مستديمة لا يمكن الخلاص منها مهما بذلت من جهود وأنفقت من أموال، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة يشتكي منها الكثير من الأولياء وأصبحوا في حيرة من أمرهم إلى أين يتوجهون بأولادهم لختانهم، في ظل سابق عهدهم بتلك الأخطاء وفي ظل عدم تأهيل كثير من العيادات لإجراء تلك العمليات. وكشف عريبي أن غياب مراقبة مختلف المصحات العامة والخاصة التي تجرى فيها تلك العمليات ونظرا لعدم قدرة تلك العيادات والمصحات على استقبال الأعداد المتزايدة لمن هم بصدد إجراء الختان أصبحت لا تراعي كثيرا من الشروط الزمانية والموضوعية والصحية لإجراء تلك العمليات، متسائلا فكيف يعقل لطبيب أن يجري عشرات عمليات الختان في صبيحة يوم واحد؟ حيث أن هذه العملية تتطلب المدة الكافية والتركيز الكبير وتهيئة المكان في كل مرة، وإن فقدان ذلك هو بمثابة التعدي على حياة ذلك الطفل البريء، كما أن المصالح الصحية المختصة ولحل مشكلة الاكتظاظ والتزاحم على العيادات أصبحت تمنح رخصا لبعض الأطباء العامين لإجراء تلك العمليات رغم أنهم غير مؤهلين لإجراء تلك العمليات، ما ينجر عنه أخطاء طبية تسبب عاهة مستديمة.