لم ترق المنطقة الآمنة التي تنوي تركيا استحداثها بالاتفاق مع الولاياتالمتحدة، لأكراد سوريين فشنوا هجوما واسعا على تركيا، فهي حسبهم تهدف لضرب حزب العمال الكردستاني وليس قتال تنظيم الدولة الإسلامية، واستغلالها لأهداف انتخابية، وإنشاء دويلة إسلامية ودويلة لحماية التركمان. ينظر أغلبية الأكراد السوريين بعين الريبة إلى المنطقة الآمنة التي اتفقت تركيا مع الولاياتالمتحدة على إقامتها في شمال سوريا، ويرون أن غايتها الأولى قطع طريق اتصال القوات الكردية بين عين العرب (كوباني) وعفرين ذات الأغلبية الكردية، ويزداد شكهم بالنوايا التركية بسبب عدم امتداد هذه المنطقة لتشمل مناطق كردية، ويرون أن الأتراك غضوا الطرف عن ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية الذي أفرغ عشرات القرى الكردية من سكانها في المنطقة الآمنة قبل إعلانها. ويؤكد شرفان درويش، القائد الكردي في قوات بركان الفرات، الذي يضم عدة فصائل مقاتلة إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية، أن هدف تركيا من المنطقة الآمنة هو ضرب حزب العمال الكردستاني وليس قتال تنظيم الدولة ”وهذا مرتبط بالانتخابات المبكرة التي أظن أن أردوغان سيدعو إليها”، وأضاف أن تركيا ”تريد المنطقة العازلة فاصلا جغرافيا بين كوباني وعفرين، وتحاول أن تظهر أن الأكراد يريدون بناء دولة أو تقسيم سوريا، لكننا في غرفة عمليات بركان الفرات متفقون مع الوحدات الكردية على أننا نحارب من أجل سوريا موحدة ديمقراطية”. ويتوقع درويش أن تفشل خطة تركيا بإقامة المنطقة الآمنة بسبب عدم قدرتها منفردة على ضبط الأمور هناك، ويرى أنه لا توجد قوات على الأرض يمكنها الاعتماد عليها إذا تم استبعاد بركان الفرات والأكراد، ويتفق رأي السياسيين الأكراد مع العسكر، حيث يؤكد إدريس نعسان نائب رئيس هيئة الخارجية في مقاطعة عين العرب رفض المنطقة الآمنة باعتبارها تستهدف الإدارة الذاتية الكردية، ويشير إلى أن تركيا سمحت لأمريكا باستخدام قاعدة إنجرليك مقابل إقامة المنطقة الآمنة، بسبب الخشية التي تدعيها من استقلال الأكراد بدولة على حدودهم الجنوبية، وأضاف ”نؤكد مجددا على وحدة أراضي سوريا وعدم رغبتنا بإقامة دولة كردية مستقلة فيها”.