سيطر المقاتلون الأكراد، فجر الثلاثاء، بشكل كامل على مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، بعد طرد آخر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، الثلاثاء، "سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو الفصائل على مدينة تل أبيض بالكامل، بعد طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين فروا باتجاه القرى الغربية والجنوبية الغربية للمدينة"، مؤكداً أنه "منذ هذا الصباح لم تطلق رصاصة واحدة في تل أبيض". ومع سيطرة المقاتلين الأكراد على المدينة الإستراتيجية في محافظة الرقة (شمال)، يخسر تنظيم "داعش" أبرز معاقله في سوريا، إحدى أبرز طرق إمداده مع تركيا. ولم يعد لدى مقاتليه عملياً إلا معبر جرابلس في محافظة حلب (شمال). وبحسب عبد الرحمن، "بات على الجهاديين في دير الزور (شرق) ومحافظة الرقة اجتياز مئات الكيلومترات للوصول إلى الحدود التركية عبر حلب". وبدأ المقاتلون الأكراد والمسلحون السوريون تقدمهم باتجاه تل أبيض في 11 جوان بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ويشن غارات جوية تستهدف مواقع "داعش". وأشار المرصد السوري إلى اشتباكات استمرت ليل الاثنين-الثلاثاء، بين وحدات حماية الشعب الكردية والفصائل المقاتلة من جهة وجيوب تضم مجموعات صغيرة من مقاتلي التنظيم من جهة أخرى، قبل فرارهم إلى قرى مجاورة. وأكدت مصادر كردية من جهتها السيطرة الكاملة على المدينة. وقال القائد في وحدات حماية الشعب الكردية حسين خوجر في اتصال هاتفي لوكالة فرانس برس، إن "المدينة بالكامل باتت تحت سيطرة المقاتلين الأكراد". وأوضح شرفان درويش، الناطق الرسمي باسم قوات "بركان الفرات" المعارضة التي تقاتل إلى جانب عناصر الوحدات الكردية، لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي: "نستمر في تمشيط المدينة لتهيئة عودة أهاليها"، لافتاً إلى "وجود ألغام وسيارات مفخخة وجثث مرمية على الأرض". وقال المرصد، إن "الوحدات الكردية لا تزال تستمر بحذر في تمشيط قرى واقعة في غرب وجنوب غرب مدينة تل أبيض، بسبب وجود كميات كبيرة من الألغام المزروعة في المنطقة".