أعرب العديد من السكان القاطنين بحي 156 مسكن تساهمي الكائن بطريق طولڤة، عند مدخل مدينة بسكرة الغربي، عن استيائهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها بحيهم، والذي تحولت فرحة السكن به إلى حزن وسخط نتيجة ما اصطدموا به من واقع مر. السكان، حسب ما جاء في شكوى تقدم بها ممثل عنهم ل”الفجر”، طرقوا العديد من أبواب الإدارات المعنية بمعاناتهم قصد التدخل ووضع حد للمهزلة التي يعيشونها، إلا أن هذه الأخيرة لم تكلف نفسها جهدا ولم تحرك ساكنا واكتفت بتقديم وعود شفهية لا اكثر ولا أقل دون أن تجسد على أرض الواقع. ومن بين أهم المشاكل التي يتخبط فيها هؤلاء - حسب محدثنا - مشكل غياب الماء الشروب، حيث بالرغم من أن الحي يقع على مقربة منه خزان مائي كبير يمول العديد من الأحياء بالمنطقة الغربية إلا أن سكانه محرومون من هذه المياه ويصطفون يوميا في طابورات طويلة أمام عماراتهم من أجل انتظار شاحنات بيع المياه، والتي هي الأخرى بالكاد تدخل الحي بسبب اهتراء الطريق المؤدي له، ما حتم على البعض من السكان حمل الدلاء والانتظار أمام الطريق الرئيسي أملا في ملء ما تسنى لهم ملؤه من المياه التي يستعملونها للشرب لتبقى امورهم الأخرى معلقة إلى إشعار غير مسمى. ولم تتوقف معاناة السكان مع مشكل غياب المياه فقط بل حتى مشكل غياب الكهرباء ساهم هو الآخر في حجم المعاناة ، حيث كل هؤلاء محرومين وفي ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة من تشغيل المكيفات بسبب ضعف التيار الكهربائي، الذي هو أصلا عبارة عن توصيلات عشوائية لجأ إليها السكان من أجل توفير الإنارة فقط التي تنعدم هي الأخرى بالحي، ما نتج عنها عدة مشاكل تمثلت في الانتشار المخيف في الكلاب الضالة والحشرات السامة كالأفاعي والعقارب حتى أن بعض السكان ممن يقطنون بالطوابق العلوية تفاجؤوا بوجود عقارب تسللت إلى داخل غرفهم، وهو الأمر الذي أحدث خوفا وسط كل قاطني الحي الذين قرر العديد منهم غلق جميع النوافذ والأبواب وتحمل درجة الحرارة التي فاقت 45 درجة على ان يصاب باللدغ العقربي. من جهتهم الشبان المنحرفون وجدوا ضالتهم بالحي، حيث يغتنم هؤلاء فرصة عزلة المكان وضلمته ويقومون بالاختلاء ليلا بأنفسهم لممارسة جميع انواع الانحراف، خاصة ما تعلق بشرب الخمور، وهو ما بات يشكل خطرا على حياة السكان الذين اضطروا إلى وضع حضر التجول بحيهم خوفا من التعرض لأي أذى من قبل هؤلاء. يضاف إلى كل ذلك مشكل غياب الغاز الطبيعي، حيث يعاني السكان يوميا من متاعب الحصول على قارورة غاز. وأمام كل هذا يطالبون المسؤول الأول عن الولاية بالتدخل المستعجل لحل مشاكلهم المذكورة، مؤكدين أنهم وبعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجوههم فإنه لم يبق لهم أمل سواه من أجل إنقاذ حياتهم إن صح التعبير، لأنه في ظل كل ما ذكر من مشاكل بالحي فإنهم يصارعون يوميا من أجل ضمان حياتهم. للإشارة فإن صاحب المشروع قام بدوره في وقت سابق بمراسلة الجهات المعنية كتابيا وشفهيا من أجل التدخل ووضع حد لمعاناة سكان حي 156، لكن هذه الأخيرة قدمت له وعودا دون أن تنفذها على أرض الواقع.