مكيف الهواء متعة “خادعة” لم تكن متاحة سابقا ولم يعد الاستغناء عنها ممكنا في الوقت الراهن، سواء في مكان العمل أو البيت أوالسيارة، الأمر الذي دفع بالمختصين إلى التحذير منه نظرا للأمراض التي يمكن أن يسببها الاستعمال المفرط له خاصة إن لم يتم تشغيله وصيانته بالطريقة الصحيحة. ما زاد من إقبال الناس على اقتناء المكيفات الهوائية هو تواجد ماركات وأنواع كثيرة في السوق وبأسعار متفاوتة، وصار بإمكان كل واحد اختيار المكيف الذي يتلاءم مع قدرته الشرائية وهو في غفلة تامة عن الأضرار التي قد تنجر عن اقتناء الماركات الرخيصة الثمن والتي قد لاتتطابق مع المعايير الدولية، خاصة ما يتعلق بنوعية الغاز الذي يحتويه. في هذا الإطار، أكد الدكتور محمد قورشال، في تصريح للإذاعة، أن الجسم لا يتحمل التغيرات المفاجئة لدرجات الحرارة مستدلا بالمصطاف عندما يكون جالسا تحت الشمس في الشاطئ ثم يقرر بصفة مباشرة السباحة الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض درجة حرارته بطريقة مفاجئة مما قد يؤدي به إلى الوفاة. موضحا أن هذه التغيرات ليست لصالح الجسد، كما أن الاستخدام المفرط للمكيفات الهوائية والتخفيض الكبير لدرجات الحرارة يسبب الإصابة بالعديد من الأمراض مع خلق مشاكل صحية في المستقبل. في السياق نفسه، كشف الدكتور محفوظ نحنوح، في تصريح للإذاعة أنه من بين المشاكل الصحية للقرن هشاشة العظام وكذا آلام الظهر التي يعترف بأنها ناجمة عن المكيفات الهوائية بنسبة كبيرة. ويبقى الحل الأمثل هو الاعتدال في استخدام مثل هذه الأدوات. تشير الدراسات أن الأشخاص الذين يجلسون تحت المكيف بشكل مباشر عرضة للإصابة بالصداع والأنفلونزا والشعور بالتعب والإرهاق وقلة التركيز، كما أنهم عرضة لجفاف البشرة وتقشرها. وتفيد الدراسات أن الشخص الذي يتعود على المكيف يجد صعوبة في التعامل مع أي ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وأنه معرض لالتهاب في الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية والحنجرة. ولأضرار كبيرة في المفاصل حيث أن المكيف يعمل على تيبس المفاصل والرقبة بالإضافة إلى تأثيره على صحة العيون، حيث أنه يثير الشعور بالحكة وتبخر الدموع. ولمن يعانون من التهيج التحسسي في العين فهو يزيد من الحساسية في العين وزيادة في احمرارها وزيادة في إفراز الدموع. كما أن المكيف يؤدي إلى تفاقم الأمراض المزمنة مثل الربو والحساسية، وارتفاع الضغط، والتهاب المفاصل والأعصاب والعين، كما أنه يزيد في مصاعب السيطرة على المرض بالأدوية بسبب التبريد. ولا يؤثر المكيف على صحة الإنسان فحسب بل إنه يعمل على تنشيط الجراثيم التي تتكاثر في درجات الحرارة المنخفضة كما أنه يؤدي إلى التقليل من جودة وقيمة الأثاث سواء من الناحية الجمالية أو المادية. يذكر أن باحثين في جامعة لويزيانا اكتشفوا ثمانية أنواع من الفطور في مكيفات السيارات، ومن المعروف أن المكيفات كثيرا ما تحتوي جراثيم ممرضة يمكن أن تسبب التهابات رئوية، خاصة للمسنين والذين لديهم استعداد لهذه الالتهابات نتيجة إصابتهم بأمراض تنفسية مزمنة.