فتحت، أول أمس، محكمة الجنح جمال الدين بوهران، ملف القناطير من الكوابل النحاسية التي تم حجزها خلال شهر جويلية المنصرم بمنطقة ”فلاوسن”، والتي تم على إثرها تفكيك شبكة تتكون من عدة أفراد كانوا يقومون بتهريب النحاس إلى مناطق مجهولة بعد سرقتها وتخزينها بإحدى المستودعات. تنصبت شركة اتصالات الجزائر وبلدية وهران كضحيتين بالقضية بعد حجز 230 قنطار من النحاس وعدة حاويات تابعة لمصلحة النظافة الخاصة ببلدية وهران. وقد مثل أول أمس أمام المحكمة 7 أشخاص، ويتعلق الأمر بصاحب المستودع الذي يعد رب العمل رفقة شقيقه، ومجموعة من العمال كانوا يتقاضون مبلغا يوميا بقيمة 1000 دج مقابل وظيفتهم المتمثلة في جمع وتخزين الكوابل النحاسية. والتمس وكيل الجمهورية عقوبة 6 سنوات حبسا نافذا ضد كل واحد منهم بالإضافة إلى غرامة مالية تقدر بضعف قيمة البضاعة محل التهريب، والتي تم تقديرها من قبل شركة اتصالات الجزائر بأكثر من 8 ملايير سنتيم. فيما طالب الطرف المدني الممثل بذات الشركة بتعويض عن قيمة البضاعة المهربة بالإضافة إلى 3 ملايير سنتيم عن الضرر المعنوي. المتهمون تمت احالتهم وفق إجراءات التلبس عن جنحة تكوين جمعية أشرار والسرقة، تحطيم وتخريب ملك الغير، حمل أسلحة بيضاء وكذا محاولة التهريب. وقد أنكروا كل ما نسب رليهم من أفعال متعلقة بسرقة الكوابل النحاسية وتهريبها، حيث أكدوا أنهم يتاجرون في جمع الخردوات وبيعها، وأن البضاعة التي تم حجزها بالمستودع عبارة عن بقايا النحاس ومجموعة من الخردوات التي جمعوها داخل أوعية خضراء ليست تابعة لمصلحة النظافة ببلدية وهران، وطالبوا باسترجاع المركبات الثلاثة التي حجزت داخل المستودع. أحداث القضية انطلقت، حسب الملف القضائي، في إطار تحقيق مفتوح باشرته مصالح الأمن عن قضية تتعلق بسرقة وتهريب الكابلات النحاسية، فتم مداهمة مستودع يقع تحت إحدى السكنات بحي فلاوسن، وأثناء التفتيش تم العثور على عدة كوابل نحاسية وبقايا بلاستيكية منها انابيب المستعملة في المصل ”السيروم” وأسلاك ، كانت ملفوفة بإحكام وموضوعة داخل 22 حاوية خضراء، التي تعرف عليها الممثل القانوني للبلدية وذكر أنها حاويات خاصة برمي القمامات بالأحياء. وثبت من خلال التحقيق القضائي وكذا محاضر الاستجواب أن المتهمين السبعة الذين تم إلقاء القبض عليهم أثناء وعقب عملية المداهمة، كانوا يقتحمون خزانات الكهرباء بحي فلاوسن ويقومون بتخريب واتلاف الكوابل هناك من أجل سرقتها، ثم تخزينها وتهريبها إلى وجهة مجهولة، كما يجمعون أنابيب بلاستيكية خاصة ب”السيروم” بطرق ملتوية من أجل إعادة بيعها والاستفادة من أرباحها. بعد تحرير محاضر قضائية في حق المتهمين تمت إحالتهم أمام العدالة، ليحاكموا أول أمس ناكرين جملة وتفصيلا كل ما نسب إليهم من أفعال. أما هيئة الدفاع فقد طالبت بالبراءة وأكدت أن المحاضر القضائية مبنية على معلومات غير دقيقة كما تفتقر للخبرة، مؤكدة أن المتهمين يعملون على جمع بقايا النحاس والبلاستيك. أما بشأن الأسلحة البيضاء المضبوطة بحوزتهم فأكد الدفاع بأن الأمر يتعلق بسكين صغير ومقص تم العثور عليها داخل المستودع أثناء المداهمة وليس بحوزة كل واحد من المتهمين، لاسيما أن اغلبهم أرباب عائلات يعيلون أسرهم من دخل يومي يقدر ب 1000 دج مقابل جمعهم النفايات.