طردت القوات الكردية ”البيشمركة” بمؤازرة جوية من قبل التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة مسلحي تنظيم ”الدولة الإسلامية” من 9 قرى شمال العراق كان التنظيم يسيطر عليها. أعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي، في بيان له، أن الهجوم بدأ عند الفجر على جبهتين في محافظة كركوك الشمالية، وبحلول العصر كانت قوات البيشمركة قد سيطرت على منطقة تتجاوز مساحتها 150 كيلومترا مربعا، وقال القيادي في القوات الكردية، ريبوار حسن، أن ”قوات البشمركة شنت صباح الجمعة هجوما مباغتا على بعض القرى جنوبكركوك، والتي تخضع لسيطرة داعش”، مبينا أن ”الهجوم نفذ من ثلاثة محاور طوقت بلدة داقوق والقرى التي تضمها، والقوات اخترقت خطوط داعش الأولى، وفاجأته بقوة غير متوقعة”، وأضاف: ”جرى الهجوم بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي الذي يتسلم الإحداثيات مباشرة من قوات البيشمركة لتنفيذ ضرباته”. واستبق التحالف الدولي الهجوم البري بشن سلسلة غارات جوية على مواقع المتطرفين، هذا وتضاربت الأنباء حول حصيلة القتلى في المعارك، فبينما أكد مجلس الإقليم في بيانه مقتل ما لا يقل عن 40 مسلحا في الهجوم بمنطقة داقوق على بعد نحو 175 كيلومترا شمالي العاصمة العراقيةبغداد، قال مقاتلون أكراد شاركوا في المعركة ذاتها أن 8 من نحو 1500 من المسلحين قتلوا، وأكد مصدر أمني في محافظة كركوك قوله أن 76 عنصرا من تنظيم ”الدولة الإسلامية” سقطوا بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى ثلاثة عناصر من البيشمركة، وأصيب 20 آخرون بينهم سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني. وكشف مجلس أمن الإقليم أن عملية الجمعة ”ستضعف قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على تهديد المنطقة الكردية”، مشيرا إلى أن قوات البيشمركة سيطرت على جزء من الطريق الرئيسي بين كركوك والعاصمة العراقيةبغداد، وأضاف المجلس أن مقاتلات التحالف الدولي استهدفت عشرات المواقع التابعة لتنظيم ”داعش”، مقدمة بذلك دعما جويا عن قرب لقوات البشمركة، حيث دمرت سيارة ملغومة، وكانت قوات البيشمركة قد سيطرت، الصيف الماضي، على مدينة كركوك المتنازع عليها بالكامل، بعد أن تركت قوات الجيش العراقي قواعدها هناك، إلا أن مناطق غرب المحافظة مثل الحويجة لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش. وفي الأشهر الستة الماضية، طهرت قوات البشمركة أكثر من 530 كيلومترا مربعا جنوبيكركوك، في سلسلة هجمات شنتها ضد التنظيم الإرهابي، غير أنه لم يطرأ أي تغير يذكر على معظم خط المواجهة بين قوات البيشمركة الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية منذ شهور. هذا ويسيطر الأكراد على معظم الأراضي التي يقولون إنها تابعة لهم وليس لديهم من الأسباب ما يدعو لمزيد من التقدم نحو البلدات والقرى ذات الأغلبية العربية، إلا في حالة وجود تهديد مباشر لمناطقهم. وباتت قوات البيشمركة بذلك حليفا مهما للتحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، إذ أنها أجبرت المسلحين المتطرفين على التقهقر شمالي العراق، وسعت خلال ذلك إلى طردهم من أراضيها حتى لجأوا إلى مناطق تقول بغداد أنها تابعة لها.