سكان بلدية الربعية يطالبون بإعادة إعمار الأرياف لاتزال العديد من قري بلدية الربعية خالية عروشها بعد أن هجرها السكان، هؤلاء صرحوا لنا أن أسباب أو شروط العودة تبقي منعدمة رغم نداءات الاستغاثة التي أطلقوها إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث يأملون إعادة أعمار الأرياف ولا يكون ذلك إلا بتوفير جملة من الشروط، منها البناء الريفي، شق الطرقات وتوفير غاز المدينة والمياه الصالحة للشرب، التي باتت مطلب السكان في ظل الصعوبات الكبيرة التي يجدونها في الحصول على هذه المادة التي تشكل عنصرا أساسيا في حياتهم.
عيادة متعددة الخدمات مطلب سكان الربعية رغم امتلاك البلدية لعدة قاعات للعلاج موزعة على مجموعة من القرى الرئيسية، إلا أن مطلب عيادة متعددة الخدمات بات أكثر من ضروري نظرا لتزايد عدد السكان الذي تضاعف خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح من الصعب تقديم الخدمات للمرضى عبر قاعات للعلاج لا تتوفر على الإمكانيات البشرية والأدوية المطلوبة، خاصة في الحالات الاستعجالية. وتبقى ذات البلدية تفتقر إلى قاعة للتوليد، حيث يجبر هذا الوضع النساء الحوامل على قطع مسافة تفوق 30 كلم وصولا إلى مستشفى البرواڤية مقر الدائرة، أوالتوجه إلى مستشفى المدية، وهو ما يزيد من معاناة المرأة الحامل، حيث ألح مواطنو بلدية الربعية على الاستفادة من عيادة متعددة الخدمات، وكذا قاعة للتوليد قصد تقريب الصحة من المواطن الذي بات يعاني اليوم في ظل غياب عيادة متعددة الخدمات، والتي من شأنها ان نخفف عنهم عناء التنقل إلى المناطق المجاورة قصد تلقي العلاج.
تلاميذ الربعية يعانون في صمت.. وناشد سكان الربعية المسؤولين الرأفة بأبنائهم التلاميذ، حيث أكدوا جميعا أن أهم ما يتمنوه هو رؤية أبنائهم في الطور الثانوي يدرسون بجوار بيوتهم بعدما أنهكهم تعب التنقل اليومي إلى المناطق المجاورة، وهو ما يؤدي إلى ضعف تحصيلهم العلمي، حيث أكد أحد المعلمين أن عدد التلاميذ الذين يدرسون في الإكماليتين المتواجدتين في تراب البلدية في ارتفاع سنة بعد سنة، وهو ما يستدعي الإصغاء إلى حلم التلاميذ والسكان بإنشاء ثانوية تستوعب الكم الهائل من تلاميذ الربعية الذين يعانون من بعد المسافة للثانويات المجاورة. وفي نفس الصدد يشهد النقل المدرسي عجزا كبيرا، حيث لا تتوفر البلدية إلا على حافلتين تجوب 8 تجمعات سكانية يوميا، وهو ما يفرض على المعنيين تزويد البلدية بحافلات أخرى من أجل تخلص التلاميذ من مشقة التنقل مشيا على الأقدام لمسافات تتجاوز 3 كيلومترات يوميا.
أزيد من 460 تليمذ دون نقل يعاني 465 تلميذ من مشكل غياب النقل المدرسي بذات البلدية، والذي أرجعه العديد من الأولياء إلى اهتراء المسالك الرابطة بين القرى النائية ومقر البلدية، التي لا تصلح إلا لسير الحيوانات. نقص النقل المدرسي حتم على تلاميذ القرى النائية، على غرار زغار، الشلالة، قطرين، البواحة، الوصول إلى مقاعد الدراسة متأخرين في الفترة الصباحية. كما يتغيبون عمدا عنها خلال الدروس المسائية للوصول إلى منازلهم قبل حلول الظلام بسبب بعد المداشر المعزولة التي ترتبط بمسالك وعرة، حيث تصل المسافة الفاصلة إلى 18 كلم ذهابا وإيابا، لا يمكن لحافلات أكل الدهر عليها وشرب عبور المسالك السالفة، فحظيرة البلدية تتوفر على أربع حافلات بينها اثنتان قديمة توجدان في حالة عطب، إضافة إلى حافلتين جديدتين لكنهما غير كافيتين للتكفل بنقل كل تلاميذ المتوسط والثانوي وبعض تلاميذ الإبتدائي، يضاف إليها نوعية المسالك الرابطة بين مقر البلدية والمداشر النائية، وحتى مشروع المطعم والداخلية بسعة 200 تلميذ، والذي كان الكثير من التلاميذ، خاصة الإناث منهم يأملون في الاستفادة من خدماته هذه السنة لم تكتمل بهما الأشغال التي وصلت إلى حدود 95%. مجمل هذه النقائص ساهمت إلى حد كبير في تردي النتائج المدرسية المتحصل عليها آخر السنة، فيما يبقى أولياء التلاميذ بثانوية الميهوب ينتظرون ما ستجود به عليهم مديرية التربية التي استفادت مؤخرا من 23 حافلة للنقل المدرسي من طرف وزارة التضامن.
المركز الثقافي المتنفس الوحيد لشباب المنطقة يعاني شباب الربعية الذين يمثلون ثلثي عدد السكان من انعدام مرافق الترفيه والتسلية، باستثناء مركز للثقافة تابع لمديرية الشباب والرياضة من حيث التأطير وللبلدية من حيث التهيئة والخدمات. ويفتقر إلى التأطير في غياب مناصب شغل تكفل لشباب المنطقة الذين يمتلكون طاقات ومواهب في جل المجالات الثقافية. فشبان الربعية يأملون في توفير قاعات للشباب وملاعب جوارية تكون متنفسا لهم في غياب أدنى الخدمات الترفيهية، ما دفعهم إلى تقديم شكوى إلى السلطات بسبب غياب المرافق الضرورية، كالفضاءات التثقيفية والترفيهية التي تسمح لهم بقضاء أوقات فراغهم بعيدا عن الشوارع والمقاهي. وقد أبدى شباب المنطقة استياءهم وتذمرهم الشديدين من هذه الوضعية المزرية التي يعانون منها منذ سنين طوال لافتقار المنطقة إلى فضاءات تثقيفية.