أكد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عمار غول، أن منطقة تمنراست يعول عليها في لعب دور القطب من خلال تثمين الخيرات والموارد الطبيعية والطاقات الموجودة بها، نظرا للبعد الإفريقي الذي تكتسيه كمحطة ربط وتبادل تجاري واقتصادي بين الجزائر وإفريقيا، ونموذج للسلم والاستقرار والسكينة لكل المنطقة، مبرزا الدور المهم الذي تلعبه في عملية استحداث تنمية محلية في كل المحيط المرتبط بالولاية من مختلف الجهات. وأوضح غول، خلال الزيارة التفقدية التي قادته إلى ولاية تمنراست أول أمس للوقوف على حالة القطاع بالولاية، أن السياحة الموجهة للأجانب أو السياحة الاستقبالية، لا يمكن أن تعطي ثمارها ومردوديتها إلا بالاستغلال الأمثل لمدخرات الجزائر السياحية في الجنوب، مضيفا أن الوزارة وضعت ذلك ضمن أولويات الأولويات من خلال إعداد برامج متعددة ومختلفة لتعزيز هياكل الاستقبال الفندقية بالمنطقة، وتحسين الخدمات، وتنويع البرامج السياحية التي تستقطب السائح الأجنبي بالجنوب، بالإضافة إلى التركيز على عامل مهم وهو عملية الترويج والتسويق وإعطاء الصورة الحقيقية والجميلة للسياحة الصحراوية في الداخل والخارج لإبراز ما تزخر به بلادنا من مدخرات هائلة ومناظر أقل ما يقال عنها أنها رائعة ومتميزة لا نجدها إلا في منطقة الجنوب الجزائري. وأشار الوزير في نفس السياق إلى الدور المهم للصادرات من الأحجار الكريمة نحو السوق العالمية في اقتصاديات بلدانها، بالنظر إلى الأرقام المقدمة لصادرات بعض البلدان سنة 2014 مثل البرازيل 6.5 مليار دولار، أمريكا 1.78 مليار دولار، تايلاندا 911 مليون دولار، الهند 43 مليار دولار. وأكد عمار غول أن الجزائر لها كل المقومات لاقتحام السوق العالمية للأحجار الكريمة بالنظر إلى المدخرات التي تزخر بها عدة مناطق من الوطن من المادة الخام، وهذه المدرسة النموذجية التي سيجري العمل بالتنسيق مع معالي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية، على جعلها مدرسة قائمة بذاتها ووطنية في بعدها التكويني والوصول بها إلى مرحلة الإنتاج الوطني والإقليمي والدولي، قائلا: ”لنخطو خطوة هامة من أجل تعزيز هذا الخيار والمضي في تحقيق النظرة الاستشرافية لجعل الاقتصاد الوطني اقتصادا قويا، متنوعا ومستداما خارج المحروقات، باعتبار السياحة والصناعة التقليدية واحدا من بين القطاعات الخمسة التي يركز عليها برنامج رئيس الجمهورية لجعلها قاطرة للخروج من التبعية للبترول”. وخلال الزيارة لولاية تمنراست استغل غول الفرصة ليتفقد المدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة وشبه الكريمة بتمنراست، واطلع على ظروف التكوين للحرفيين، واعدا بتقديم كل الدعم لتطوير وعصرنة هذا النوع من التكوين الهام، وجعل المدرسة وطنية بهياكل مستقلة بالتنسيق مع الوزيرة المنتدبة والمصالح المختصة.