ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الاحتلال الإسرائيلي ينوي توسيع عملية بناء مستوطناته إلى الجولان السوري المحتل، مستغلا في ذلك مجرى الاحداث في سوريا. وأضافت أنّ أشغال أول مستوطنة يهودية في الهضبة السورية المحتلة عام 1967 قد بدأت فعلا وهي تجري في هدوء. وأشارت الصحيفة إلى موقع اتخذه الاحتلال مكانا لمستوطنة جديدة بحلول العام القادم، حيث حصل أمين عام المستوطنات دورون بوجدانوفسكي على الموافقة على خطة استيطان نحو مائة عائلة جديدة هناك على مدى السنوات العشر القادمة. وقالت إن هذا النّمو في عدد الوحدات الاستيطانية يعتبر ضئيلا بالمقارنة بالمشروع الطموح الذي يهدف إلى نقل مائة ألف شخص إلى الجولان في غضون خمس سنوات، وهي الخطة التي دعا إليها نفتالي بنيت وهو من أولئك الذين يطالبون بانتهاز فرصة الفوضى السائدة في سوريا لتعزيز قبضة إسرائيل على الجولان. ونقلت الصحيفة عن بنيت قوله إن إسرائيل لديها حاليا فرصة سانحة لا تعوض، مشيرا إلى أنه في ضوء العاصفة التي تشهدها المنطقة هي أن يصبح الجولان إسرائيليًا. ويشار إلى أنّ وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، حليف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين المتشدد، كان قد دعا قوى العالم في جوان المنصرم للاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة، قائلا إن سوريا لم تعد دولة يمكنها المطالبة بمرتفعات الجولان ذات الأهمية الاستراتيجية. وقال بينيت في كلمة أمام مؤتمر هرتسليا السنوي ”أنادي المجتمع الدولي: ”قفوا معنا واعترفوا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان الآن. الحدود تتغير كل يوم.. سوريا لم تعد موجودة كدولة. لهذا فقد آن أوان المبادرة”. وكانت جهود السلام السابقة التي ساندتها الولاياتالمتحدة بين إسرائيل وسوريا ترتكز إلى إعادة الجولان. ومع فقدان الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة على مساحات كبيرة من سوريا أمام تمدد المتشددين الجهاديين كالدولة الإسلامية والنصرة، قال بينيت حينذاك إنه بات لدى المتشددين الإسرائيليين المبرر لمعارضة أي تسليم للأراضي لسوريا. وتجدر الاشارة إلى أنّ الجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة جزئيا لمحافظة القنيطرة. واحتل الجيش الإسرائيلي في حرب 1967 ثلثين من مساحتها، حيث تسيطر إسرائيل على هذا الجزء من الهضبة في ظل مطالبة سورية بإعادته إليها. وفي ديسمبر 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء المحتل من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى إسرائيل بشكل أحادي الجانب ضاربا عرض الحائط لقرارات الدولية.