تحولت عمارات حي بودراع صالح (لاسيتي) ببلدية قسنطينة، إلى أماكن مشبوهة وأوكار للفساد الأخلاقي والجريمة، وهو ما أكدته المداهمات التي قامت بها مصالح الأمن للمنطقة عدة مرات. العابر لطريق (لاسيتي) يقف على واقع مزر لعمارات شيدت أثناء الحقبة الاستعمارية لإقامة عسكريين، وهي عمارات تتكون في الغالب من شقق صغيرة لا تتعدى مساحة الواحدة 50 مترا، إلا أن مواطنين جزائريين بعد الاستقلال ومغادرة الفرنسيين لها سارعوا إلى جعلها إقامات لهم وعمروا بداخلها لأزيد من 50 سنة كاملة، قبل أن تقرر السلطات ترحيلهم بشكل جماعي إلى وحدات جوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي منذ سنتين، وهو ما جعلها خاوية على عروشها. إلا أن منحرفين وفاسدين احتلوا البعض منها وحولوها إلى أوكار للفساد رغم مداهمات عديدة لمصالح الأمن بناء على شكاوى مواطنين يقيمون غير بعيد عن هذه العمارات، أكدوا تحولها إلى أوكار للعصابات الإجرامية وطالب بعضهم بهدمها، بعد أن تحولت إلى مصدر خطر عليهم و على أبنائهم، وهو ما أدى بمصالح الأمن للقيام بعدة مداهمات، آخرها تم الأسبوع المنصرم في شكل عمليات شرطية متفرقة على مستوى العمارات، أين أوقفت مصالح الأمن بولاية قسنطينة 6 أشخاص وحجزت كميات من المشروبات الكحولية خلال مداهمات داخل العمارات الشاغرة بحي بوذراع صالح، تُعد الثانية من نوعها في ظرف أقل من شهر. وأفاد بيان عن خلية الاتصال بمديرية الأمن الولائي، أن أعمار الموقوفين تتراوح بين 23 سنة و 45 سنة، وقد تم خلال المداهمة حجز كمية من المشروبات الكحولية تقدر ب 33 قارورة خمر. كما أسفرت عملية تلمس الموقوفين عن حجز كمية من المخدرات، بالإضافة لأسلحة بيضاء ودراجة نارية دون وثائق، ليكتشف بعد إخضاع المعنيين للتنقيط الآني بواسطة نظام البحث ”أن.أر.أش”، أن أحد هؤلاء الأشخاص مبحوث عنه وكان قد صدر في حقه حكم نهائي بالحبس، علما أن مصالح الأمن سبق أن نفذت عدة مداهمات أمنية بهذه العمارات وتمكنت بداية السنة من تحرير امرأة من شبان اختطفوها واحتجزوها بإحدى الشقق المهجورة للاعتداء عليها.