أعلنت الرئاسة التونسية على أثر الاعتداء الإرهابي الذي أوقع صدمة كبيرة بين التونسيين، فرض حالة الطوارئ وحظر التجول في العاصمة، بينما رفعت وزارة الداخلية حالة التأهب إلى الدرجة القصوى تحسبا لوقوع هجمات، ومن المنتظر أن تتخذ تونس جملة من الإجراءات المشددة ردا على العمليات ”الإرهابية” المتواترة. غير بعيد عن شارع الحبيب بورقيبة، الذي شهد مظاهرات عدة تطالب بالحرية والكرامة، استهدف تفجير إرهابي حافلة للأمن الرئاسي، أوقع عددا من القتلى والجرحى. وجاء في بيان لوزارة الداخلية التونسية أنه بعد إجراء الأعمال الأولية من طرف إدارة الشّرطة الفنية والعلمية، تمكنت من تحديد جميع هويات ضحايا الأمن الرئاسي بالاعتماد على البصمات، وبقيت الجثة رقم 13، التي يشتبه في أن تكون للإرهابي الذي نفذ عملية التفجير، وقد تعذر تحديد هوية الجثة رقم 13، باستعمال البصمات لافتقادها للأصابع، ويجري العمل على تحديد الهوية باستعمال تقنيات التحليل الجيني. كما تأكد أن العملية الإرهابية تمت باستعمال حقيبة ظهر، أو حزام ناسف، يحتوي على 10 كلغ من مادة متفجرة. واختلفت الروايات بشأن الهجوم، حيث رئيس الحكومة التونسية لم يخف هذا الأمر، وقال عقب اجتماع وزاري استثنائي، إن هذا التفجير هدفه ”زعزعة أركان الدولة”، مشيرا إلى وجود عنصرين مهمين يميزان هذه العملية. أما المسؤول بالأمن الرئاسي، هشام الغربي، فقد أكد أن ”التفجير هو تحول نوعي في العمليات الإرهابية، يستهدف ضرب هيبة الدولة عبر هجوم على رمز مثل الحرس الرئاسي”، مضيفا أن الدولة تواجه تحديا حقيقيا مع هجوم في قلب العاصمة. لكن مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، بليغ نبيل، أبرز في حوار مع موقع ”20 مينوت” الفرنسي، أن هذا التفجير يمثل ”تحديا للدولة” ورسالة إليها بأنه يمكن ”ضربها في قلبها”، وذلك مع رغبة في مضاعفة حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. دوليا، أدان مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة وبرلين، بالإضافة إلى العديد من العواصم الأوروبية والعربية، للعملية الإرهابية التي استهدفت الأمن الرئاسي في تونس، وأكدوا تضامنهم مع التونسيين في مواجهة الإرهاب.
في خطوة ارتدادية للاعتداء الإرهابي، البكوش: قادة كتائب وميليشيات ليبيا غير مرحب بهم في تونس أعلنت الحكومة التونسية في خطوة ارتدادية للاعتداء الإرهابي الذي وقع أول أمس، بالعاصمة تونس، عن منع قادة الميليشيات في ليبيا من دخول الأراضي التونسية وعلى رأسهم جماعة ”فجر ليبيا”. وقال وزير خارجية تونس، الطيب البكوش، في تصريحات، إن ”مسلحي وقادة الكتائب والميليشيات في ليبيا، غير مرحب بهم في تونس، بسبب استمرار عمليات خطف المواطنين التي تقوم بها هذه الجماعات في ليبيا”. وجاءت كلمة البكوش، بعد استمرار حملة اعتقالات واختطافات تقوم بها ميليشيات بغرب ليبيا، وآخرها ما أعلن عنه مسؤولون من اختطاف ثلاثة عمال تونسيين بمدينة الزاوية، غرب العاصمة طرابلس، قبل أيام، للمطالبة بالإفراج عن سجين ليبي في تونس.