سقط عدد كبير من القتلى في انفجار حافلة للحرس الجمهوري وسط العاصمة التونسية مساء أمس الثلاثاء. ووقع الانفجار في نهاية شارع محمد الخامس مع شارع الحبيب بو رقيبة، على بعد امتار من وزارة السياحة ووزارة الداخلية. وهرع الأمن إلى تطويق محيط الانفجار في وسط العاصمة، وسارعت سيارات الاسعاف إلى نقل الضحايا الى المستشفيات. وحسب اول حصيلة فقد بلغ عدد القتلى 11 ضحية في حين يصعب إلى غاية كتابة هذه الأسطر تعداد الجرحى الذين لا ما يزالون يتوافدون على المستشفيات القريبة من مكان وقوع الحادث. وحسب مصادر غير رسمية فإن طبيعة الحادث قد تكون نتيجة هجوم انتحاري نفذتها جماعات ارهابية لم تتبن اي جهة حد الساعة المسؤولية عنها. ولا يبعد مكان التفجير عن مقر الحزب الديمقراطي الدستوري، حزب السلطة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويعتبر شارع محمد الخامس من أكثر الشوارع نشاطا وحركية بحكم كونه يضم العديد من المباني الحكومية والإدارات الحساسة في وسط البلاد. ومع التطورات الأخيرة التي عرفتها البلدان العربية فإن الكثير من التونسيين يتواجدون في عدة تنظيمات متطرفة مثل داعش في العراق وسوريا، كما أنه الحادث الثالث من نوعه من حيث عدد الضحايا بعد حادثة متحف باردو والإعتداء على منتجع سياحي بسوسة جنوب البلاد. كما أن الرئيس التونسي باجي السبسي كان أول المعزين للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب اعتداءات الجمعة 13 نوفمبر. وكان وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش قد صرح أمس الثلاثاء إن مسلحي وقيادات الكتاب والمليشيات في ليبيا غير مرحب بهم في تونس بسبب استمرار عمليات خطف المواطنين التي تقوم بها هذه الجماعات في ليبيا. وصرح الطيب البكوش ، للصحفيين في مقر البرلمان أمس ، بان مسلحي المليشيات والكتائب لا يجب أن يدخلوا التراب التونسي وهم غير مرحب بهم. ويأتي تصريح البكوش عقب اختطاف مسلحين في مدينة الزاوية الليبية لثلاثة عمال تونسيين الاثنين لمطالبة السلطات التونسية بالإفراج عن سجين ليبي في تونس. وهذه أحدث عملية اختطاف تستهدف التونسيين كرهائن منذ أشهر وكانت قد طالت أيضا دبلوماسيين في السفارة التونسية بطرابلس قبل أن تضطر تونس الى غلقها في جوان الماضي والإفراج في كل عملية خطف، عن ليبيين ينتمون لمليشيات في سجون تونس.