ربطت دراسة حديثة استهلاك اللحوم الحمراء بزيادة الإصابة بالسكتة الدماغية، والتي تزداد حدتها مع ارتفاع الكميات المستهلكة من اللحوم. بعد أسابيع قليلة على إصدار الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، دراسة صنفت فيها اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء باعتبارها ”مسببة لسرطان القولون والمستقيم”، كشفت نتائج دراسة استمرت طيلة 23 سنة أن الأشخاص الذين يميلون إلى استهلاك اللحوم الحمراء بكميات كبيرة ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة وصلت إلى 47 بالمائة، بسبب انسداد أو ضيق الشرايين المغذية للمخ، مقابل آخرين يتناولون كميات أقل من هذه المادة، حيث خلص فريق البحث، إلى أن ”البروتينات العالية المتواجدة في اللحوم الحمراء هي المسؤولة عن الإصابة بالسكتة الدماغية”، فيما لم تكتشف الدراسة ارتباط البروتينات المتواجدة في اللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك والبقوليات، كالحمص والعدس والفاصولياء، بأي مخاطر صحية. وأكدت الدراسة أن زيادة تناول اللحوم المصنعة، كالنقانق و”الهوت دوغ” والمورتديلا، تزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24 بالمائة، بينما تتسبب الزيادة في استهلاك البيض بتزايد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية، التي تتميز بانفجار الأوعية الدموية في المخ بنسبة 41 بالمائة. وبدأت الدراسة أول خطواتها سنة 1992، حيث عكف باحثون من مركز علاج الأزمات القلبية بجامعة ”فيرتسبورغ” بألمانيا على تحليل بيانات 11 ألف شخص من الشباب، والذين لم يسبق لهم التعرض لأي مخاطر أخرى تسبب السكتة الدماغية، كأمراض القلب والشرايين والسكري، ثم تابعوا نصف هذه الحالات على امتداد أزيد من عقدين من الزمن.