يبدو أن فريق اتحاد العاصمة يهدف إلى اللعب على كل الجبهات هذا الموسم كيف لا وبعد خروجه من رابطة الأبطال خال الوفاض، ظن الجميع أن سوسطارة ستتقهقر في البطولة وتعاني بعد تضييعها اللقب الإفريقي إلا أن الإرادة كانت سلاح أشبال المدرب ميلود حيث رفعوا التحدي وتوجوا باللقب الشتوي قبل نهاية مرحلة الذهاب بجولتين مع لقاء مؤجل ضد مولودية الجزائر. اتحاد الجزائر واصل تألقه وأظهر نوياه في تكرار إنجاز الموسم ما قبل الماضي بهدف نيل اللقب الغالي وإسعاد المسامعية الذي واصلوا دعمهم للنادي رغم الظروف الصعبة التي مر بها. ولعل أشد المتفائلين لم يتوقع انتفاضة الفريق العاصمي وهو الذي كان يصارع الموسم الماضي من أجل تفادي السقوط بعدما حصر ذلك بينه وبين جميعة الشلف مما جعل الكل يقر بصعوبة عودة هيبة أصحاب اللونين الأحمر والأسود لسابق عهده إلا أن المستحيل لا مكان له في قاموس الاتحاد حيث استطع الوصول إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية من جهة وتتويجه بلقب مرحلة الشتاء من جهة أخرى. التغلب على هاجس الإصابات والعقوبات ليس بالأمر السهل من كان يظن أن الاتحاد سيتغلب على هذه الهواجس التي تلاحقه ؟ فالكل رأى أن سوسطارة سيتوقف قطارها مباشرة بعد الاخفاق قاريا باحتساب هواجس الغيابات التي زعزت النادي بحرمانه من خدمات لاعبين أساسين كان لهم دور كبير في تغيير مجريات المواجهات على غرار بلجيلالي وسوقار ودرفلو وعبد اللاوي دون أن ننسى إيقاف بلايلي، النجم الذي قاد الفريق للوصول إلى المشهد الختامي لرابطة أبطال إفريقيا. لكن العزيمة غيرت الحقيقة والعديد من اللاعبين الذي كانوا بدائل فقط تمكنوا من تعويض زملائهم تاركين بصمتهم في الفريق على غرار بلخماسة الذي بات اسمه يدوي في لقاءات الاتحاد. البرمجة كانت ضده لكن التحدي كان هدفه كثرة المباريات والبرمجة المكثفة التي شهدها الفريق لم تعرقل أهداف النادي العاصمي الذي عرف كيف يسيرها بدليل النتائج التي حققها في الجولات الثلاث الأخيرة التي خاضها في سفريتي وهران والساورة وخوضه داربي عاصمي أول أمس ضد اتحاد الحراش، إذ كان من الصعب تحقيق هدف معين في مواجهة ثلاثة فرق خلال أسبوع واحد لكن المستحيل ليس اتحاديا فكان الفوز ضد لازمو والتعادل في بشار والانتصار ضد الحراش، مؤكدا أنه لا يهاب أحدا وسيلعب على تأكيد نواياه منذ الوهلة الأولى بتوجيهه رسالة لكل منافسيه مفادها أنه مستعد للوقوف ندا للند ضد أي فريق مهما كان اسمه. الفرصة مواتية للانفراد بالصدارة ويبدو أن الفرصة مواتية لرفقاء خوالد من أجل توسيع الفارق عن أقرب ملاحقيه فسوسطارة ستنزل ضيفة في الجولة القادمة على الملاحق دفاع تاجنانت وهدفها يبقى على الأقل الحفاظ على فارق السبع نقاط كما أن الجولتين المقبلتين ستكونان في صالح الاتحاد باستقباله للجريح اتحاد البليدة إضافة للداربي العاصمي أمام الغريم التقليدي مولودية الجزائر، ما يعني فرصة ثمينة للنادي العاصمي من أجل توسيع الفارق عن أقرب مطارديه. ميلود حمدي: ”تتويجنا باللقب الشتوي كان ثمرة العمل وتضحية الجميع عبر مدرب اتحاد العاصمة ميلود حمدي عن سعادته بالتتويج رفقة النادي بلقب مرحلة الذهاب متخطيا كل الهواجس التي كانت ضد الاتحاد معتبرا هذا النجاح ثمرة العمل والجهد الذي قام به اللاعبين وتضحياتهم من أجل تشريف ألوان الفريق وإعادته لمنصة الألقاب كاشفا في هذا الصدد: ”كل هذا النجاح جاء بفضل العمل والتضحية التي قدمها اللاعبون من أجل فريقهم ووصولنا لهذا المستوى لم يكن سهلا”. ”فخور بأشبالي وليس من السهل الوصول إلى 11 لقاء دون خسارة” وواصل حمدي ثنائه على لاعبيه معتبرا وصولهم لتحقيق سلسلة نتائج إيجابية وصلت لأحدى عشر لقاء دون هزيمة كان استحقاقا لهم أملا أن يواصلوا هذه الانتفاضة وإسعاد الأنصار قائلا: ”ليس من السهل أن تصل إلى احدى عشر لقاءا متتاليا دون هزيمة وأتمنى أن نهدي الأنصار لقبا لأنهم يستحقون ذلك”.