قال المخرج المسرحي عمر فطموش أنه تطرق لفكرة الحضرة من خلال جعلها حضرة شمولية ومحاولة اختراق العلبة المسرحية عبر إشراك الجمهور في هذه الحضرة، بحيث أن المسرح لا يبقى كما هو، في العمل المسرحي الذي أنتجه مسرح باتنة الجهوي للكاتب الروائي والمسرحي محمد بورحلة عن نص ”الوليّ الطاهر يعود إلى مقامه الزكي” للروائي الجزائري الطاهر وطار. ورفع عمر فطموش تحديا جعل الجمهور يشارك في العمل المسرحي عبر إدخال فكرة التساؤل إلى ذهنه ودفعه ليكون فاعلا داخل المسرحية وإعطاء الجانب القدسي للمسرح، حيث سيتحول إلى حضرة ليكون فضاء للروح. وأضاف المتحدث، في ندوة صحفية بالمسرح الوطني الجزائري، للحديث عن عمله الأخير ”عودة الولي”، الذي أنتج في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، أنه أراد بداية المسرحية من باب المسرح، ولكن ظروفا لوجيستيكية حالت دون ذلك، ولكن حسب فطموش، ورغم الالتزام بفضاء القاعة، إلا أنه أعطاه نوعا من الفرجة الشمولية وأجواء طقوسية، مع فتح الباب لنوع من العولمة، مضيفا بأن العرض لا يقتصر على زمان أو مكان ما، فموضوع الولي يمكن إيجاده في كل مكان بالعالم لأن الولي مفهوم شامل. وعن اللغة، قال فطموش بأنه استعمل لغة عربية فصحى سليمة وهي لغة المسرح على حد تعبيره، ويفهمها الكل. من جهته، قال مقتبس النص الكاتب محمد بورحلة أنه بذل مجهودا كبيرا أثناء عملية الاقتباس، خاصة وأنه انتقل من جنس أدبي إلى آخر، حيض اشتغل على الفكرة العامة للنص، ولم يقم باستنساخهه، هو عمل إبداعي مستقل، فحسب بورحلة، المقتبس غير ملتزم بالنص الأصلي، فيبيح له أن يضيف له ما يتناسب مع البنية الدرامية وما يتماشى مع الموقف الفلسفي والرؤية الفنية للمقتبس، وبالتالي فإن الاقتباس يعد عملا إبداعيا مستقلا، حيث أن الخروج عن الفكرة الرئيسية التي وردت في الكتاب الأصلي لا تعد عيبا ولا خيانة. وقال بورحلة أن اقتباسه لنص الروائي الطاهر وطار اعتمد فيه على تحويل السردية إلى الحوار والقراءة إلى المشهدية وأيضا الالتزام بما يميّز العرض المسرحي عن غيره من العروض. هذا وأكد الكاتب أن بين العرض الأصلي والمقتبس أمورا مشتركة كالعودة مثلا. وتدور أحداث مسرحية ”عودة الولي” في مكان مجهول على رأس جبل ”المقام”، حيث يتحصن مجموعة من الأشخاص بداخله خوفا من وباء أصاب البشر وأفسدهم، هؤلاء الأشخاص يعيشون طقوسهم الخاصة المبنية على الإيمان بحتمية العودة إلى عصر الآباء المؤسسين، مشاهد المسرحية تتخللها تطورات مشوقة تجعل المتفرج يحضر الجو الدرامي الملائم للحلة الصوفية التي تميز شكل المسرحية. للإشارة، يشارك في العمل نخبة من أبرز الوجوه المسرحية على غرار سمير أوجيت، نوال مسعودي، ماجد كويتان، صالح بوبير، فؤاد لبوخ، لحسن شيبة، جمال طيار فيما أسندت مهمة السينوغرافيا لعبد الرحمن زعبوبي والكوريغرافيا لرياض بروال.