تتعدى مخاطر التدخين المشاكل الصحية التي تتسبب بها للمدخنين الذين يتوفى 6 ملايين مدخن منهم كل سنة، لتؤدي إلى مقتل أزيد من 6 آلاف شخص لا علاقة له بهذه المادة السامة، سوى أنهم ضمن قائمة أقارب أو أصدقاء أحد المدخنين الذين لا يحرصون على صحة أفراد محيطهم الذين لا ذنب لهم في هذه العادة السيئة التي اختارها هؤلاء، فيما يصاب 700 مليون طفل بأضرار صحية بالغة. من المعروف أن أضرار التدخين وسلبياته لا يتحملها فقط من أدمن التبغ بمحض إرادته، بل تتعدى ذلك لتصيب محيطه الأسري والعملي وكل من يجالسه أثناء استنشاق هذه المادة السامة، حيث كشفت أخطر التقارير الأممية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن نصف أطفال العالم أو ما يقارب 700 مليون طفل من الذين يتعرضون للتدخين السلبي يعانون من مخاطر صحية عديدة ناجمة عن ذلك، مشيرة إلى أن هؤلاء يتعرضون لهذا الأذى في محيطهم أي من أقرب أفراد عائلتهم والذي من المنوط بهم حمايتهم والحفاظ على سلامتهم. من جهة أخرى، كشفت التقارير كذلك أن 6 ملايين مدخن حول العالم يتوفى جراء تعاطيه لهذه المواد المهلكة، فيما تتسبب هذه الأخيرة في مقتل 6 آلاف شخص من غير المدخنين الذين يتضررون من الأشخاص المدمنين في محيطهم. وفي السياق ذاته ، توصي منظمة الصحة العالمية بتوفير البيئة الخالية من الدخان بنسبة 100 بالمائة باعتبارها الإستراتيجية الوحيدة الفعَالة لتقليص التعرض لدخان التبغ في الأماكن المغلقة، وإصدار تشريعات تلزم أماكن العمل المغلقة والأماكن العامة بأن تكون خالية تماما من الدخان، وتطبيق وإنفاذ القانون واعتماد استراتيجيات تثقيفية لمحاصرة التدخين السلبي في الأماكن المغلقة، ولاسيَّما داخل المنازل. عائلة المدخن تستهلك التبغ أكثر منه كشف الدكتور شهاب علي المختص في الأمراض التنفسية والحساسية أن محيط المدخن من أفراد عائلته وأصدقائه وزملائه في العمل يستنشقون أكثر من 3 أرباع الدخان الصادر من السجائر، فيما يستهلك المدخن نفسه الثلث فقط. وفي السياق ذاته، حذّر الدكتور شهاب من تسبب التدخين السلبي في العديد من المشاكل الصحية لعائلة المدخن وعلى وجه الخصوص بالنسبة للأطفال، الذين أكد محدثنا أنهم المعنيون بالدرجة الأولى بخطورة الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والحساسية المفرطة وغيرها من الأمراض التنفسية التي تنجر عن استهلاكهم غير المباشر للمواد السامة وتتسبب في وفاة الكثير منهم. ونوّه الدكتور شهاب إلى خطورة تدخين الأم بصفة عامة والحامل بصفة خاصة، حيث أوضح قائلا:” لا يمكننا إنكار حقيقة تدخين الكثير من النساء الجزائريات، وبالتالي كان واجبا علينا التنبيه إلى أن الأضرار الصحية التي تتسبب بها على صحة الجنين والطفل خاصة خلال فترة الرضاعة، ما قد يسبب تشوهات الجنين والموت الحتمي لأغلب الأطفال حديثي الولادة”. وفي سياق الحديث عن أضرار التدخين السلبي لفت الدكتور علي شهاب النظر إلى أن تجنب مخاطر التدخين السلبي تكون فقط بالابتعاد عن أماكن استهلاك هذه المادة المسرطنة، وعن منع استهلاك التبغ في الأماكن العمومية يشير محدثنا إلى أن الدخان الصادر عن السجائر ينتقل من الأماكن المخصصة للتدخين إلى مناطق أخرى مجاورة، منوها أن التقليل من الأخطار الناجمة عن التدخين السلبي، لا تنتج عن طريق قوانين ولا لوائح بل من الضمير الإنساني الذي يرفض تعريض الآخرين لخطر لا ذنب بهم فيه.