شنّت حركة ”طالبان” الأفغانية، فجر أمس، هجوماً بسيارة مفخّخة على الحي الدبلوماسي في العاصمة كابل، ما أسفر عن سقوط عدداً من القتلى والجرحى. وقالت مصادر محليّة لوكالات أنباء غربية، إنّ الهجوم، الذي حدث في محيط السفارة الإسبانية، تسبّب في مقتل 6 أشخاص، على الأقل، بينهم شرطيين أفغانيين، وإصابة نحو 10 مدنيين. وأكدت وزارة الداخلية الإسبانية مقتل شرطيين إسبانيين، موضحة أنّه تمّ إجلاء كافّة موظفي السّفارة. ومن جهتها أعلنت الداخلية الأفغانية، أنّ قوّات الأمن تمكّنت من فرض سيطرتها على محيط السّفارة الإسبانية، والقضاء على جميع منفذي الهجوم خلال اشتباكات اندلعت في ساعة متأخرة مساء الجمعة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن قائد شرطة كابول عبدالرحمن رحيمي القول ان الاشتباكات انتهت في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت بعد مقتل ثلاثة مهاجمين برصاص قوات الأمن. وأشار رحيمي إلى أن أعمال العنف بدأت بتفجير أحد المهاجمين نفسه قرب مدخل دار للضيافة، قبل أن يدخل ثلاثة آخرون المبنى ويفتحوا النار بداخله، موضحا أن القتلى بينهم اثنان من الرعايا الأجانب وخمسة من رجال الشرطة ومدني واحد. ومن جانبه، قال نائب وزير الداخلية الأفغاني، محمد أيوب سالانجي، في بيان، إن الاشتباكات اندلعت مساء الجمعة بعدما اقتحم مقاتلون من حركة طالبان دار الضيافة الكائنة قرب السفارة الإسبانية بعد تنفيذ تفجير انتحاري بسيارة ملغومة في المنطقة الدبلوماسية شديدة التحصين. وأكد سالانجي أن 12 شخصا على الأقل قتلوا في أعمال العنف التي وقعت بمنطقة (شيربور) التي تضم العديد من السفارات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية والمباني السكنية لكبار المسؤولين. ويشار إلى أنّ رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أكّد، مساء الجمعة، أنّ شرطيا إسبانيا على الأقل لقي مصرعه في الهجوم، مشيرا إلى أنّ الهجوم لم يستهدف السفارة الإسبانية وإنّما دار ضيافة يرتادها أجانب قرب المبنى في الحي الدبلوماسي الذي يخضع لحراسة مشدّدة. وذكرت مصادر أفغانية إنّ مقاتلي حركة طالبان أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم الذي يأتي غداة مقتل العشرات بينهم مدنيون وأفراد أمن في هجوم على مبنى مطار قندهار جنوبأفغانستان. ومن جهته، أدان مجلس الأمن، في بيان له مساء الجمعة، بأشد العبارات ”الهجوم الإرهابي” الذي شنته عناصر من حركة طالبان قرب السفارة الإسبانية في كابول، ما أسفر عن مقتل عدة أشخاص من بينهم إسبان. وأعرب أعضاء المجلس عن تعاطفهم وتعازيهم لأسر الضحايا ولشعب وحكومة أفغانستان وكذلك لشعب وحكومة إسبانيا. وشددوا على ”ضرورة مثول مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذه الأعمال الإرهابية أمام العدالة”، داعين ”كافة الدول للتعاون مع السلطات الأفغانية وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.