علّقت صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية على إعلان المملكة السعودية حشد تحالف عسكري إسلامي لمكافحة الإرهاب، بأنّه ليس إلا محاولة ”تزييت” عبثة لإرضاء الدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة أن هذا التحالف ليس حلفا عربيا لمكافحة الإرهاب، كما يُروّج له، وإنما هو أداة إضافية لتجسيد مصالح بلدان سنية معينة، وأنه جاء على الأرجح لامتصاص انتقادات غربية ”تتهم العالم الإسلامي بالتقصير في مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف”. ولفتت الصحيفة في تعليقها، إلى الدهشة التي أعربت عنها عدد من الدول على غرار باكستان ولبنان وماليزيا، التي لم تُستشر ”بانضمامها” إلى تحالف الرياض الإسلامي إلا عبر وسائل الإعلام. ونقلت الصحيفة أن أمين الخارجية الباكستانية، عيزاز جابوري، أبدى يوم الأربعاء استغرابه ودهشته، لدى اطلاعه على نبأ إدراج اسم بلاده في قائمة التحالف الإسلامي، مشيراً إلى طلب الخارجية الباكستانية من سفيرها في الرياض، توضيحات من المسؤولين السعوديين، حول الموضوع. وتابعت نقلاً عن مسؤول باكستاني رفيع، إنه لم يتم التشاور مع بلاده حول الانضمام الى التحالف، وأن بلاده لن تتدخل في تحالف دون دعم من الأممالمتحدة. كما أبرزت ”واشنطن بوست” في هذه المناسبة عدم توجيه الرياض الدعوة إلى إيران والعراق للالتحاق بحلفها، بسبب ”الأغلبية الشيعية” فيهما. وأشارت الصحيفة إلى البلدان الأخرى المدرجة أسماؤها في التحالف ليس لديها أغلبية مسلمة، فعلى سبيل المثال: أكثر من 80 في المائة من أوغندا هي المسيحية وبينما قد تصل إلى 75 في المائة من الغابون مسيحي. في بنين، حيث الغالبية العظمى من السكان يحملون الديانة الكاثوليكية، مشيرة أن ضم السعودية هذه الدول إلى التحالف الإسلامي مثير للدهشة. واعتبرت الصحيفة، أنه ومهما كانت التأكيدات التي تقدمها السعودية بصدد ”عدم سنية تحالفها”، فإنه يمثل امتدادا للتحالف الذي حشدته ”للتسوية” في اليمن، وأن القوة المحركة لهذا التحالف ليست إلا منافسة إيران عوضا عن مكافحة الإرهاب.