أكدت أمس وزارة التربية الوطنية أنه وبمناسبة رأس السنة الأمازيغية الذي يصادف 12 جانفي من كل سنة، وبمساهمة المجلس الأعلى للأمازيغية، سيتم اليوم تخصيص درس حول الاحتفال ب”يناير” وذلك على مستوى الأطوار الثلاثة ”ثانوي، متوسط وابتدائي وهذا على كامل مؤسسات التربية عبر الوطن”، داعية بذلك الأساتذة إلى الالتزام بتلقين الدرس وفق المنهج الذي حددته في تعليمتها. وقالت وزارة التربية في بيان لها ”أنها خصصت بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية درسا حول الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ”يناير” اليوم الثلاثاء وسيتطرق الدرس الذي يخص الأطوار الثلاثة من التعليم (ابتدائي ومتوسط وثانوي) أيضا إلى الأبعاد التاريخية والإجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية والبيئية للسنة الأمازيغية مع إظهار أهمية هذا اليوم الذي ما يزال سكان دول شمال إفريقيا يحيونه وفقا لعادات وتقاليد موروثة عن السلف لعلاقته بالأرض والموسم الفلاحي. وأكدت وزارة التربية ”أنه يهدف الدرس الذي سيتلقاه التلاميذ بمناسبة الإحتفال برأس السنة الأمازيغية الذي يصادف 12 جانفي من كل سنة إلى غرس روح الوطنية وحب الأرض وتثبيت الثقافة الجزائرية، مؤكدة أنه جاء هذا الدرس من أجل تأكيد التزام الوزارة بتعزيز ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية خاصة وأن الوزارة قد جعلت من بين أولوياتها توسيع تدريس اللغة الأمازيغية. ويأتي هذا الدرس بعد اقتراح ترسيم الأمازيغية في مشروع مراجعة الدستور الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي. باحث جامعي: ”اللغة الأمازيغية تعاني من نقص الأساتذة ودسترتها سيعالج المشكل” في وفي ذات السياق كشف الباحث ورئيس قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة جمال نحالي أنه هناك نقص في عدد المختصين في تدريس اللغة الأمازيغية في الجزائر، بالنظر إلى تزايد الطلب لدراسة هذه اللغة فعلى سبيل المثال –يقول – تلقينا 800 طلب على مستوى قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة وامكانياتنا الحالية لا تكفي لتغطية هذا الطلب، مؤكدا أنه بعد المصادقة على مشروع تعديل الدستور –يضيف– الذي سيمنح اللغة الأمازيغية السند القانوني وطريقة عمل موحدة لتكريسها سنتمكن من تغطية هذا الطلب. هذا واعتبر الباحث ورئيس قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة جمال نحالي دسترة اللغة الأمازيغية التي تضمنها المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور تعد خطوة هامة لإحياء وتوحيد اللغة والثقافة الأمازيغية من خلال منحها سند قانوني وسياسي كبير. وثمّن جمال نحالي لدى استضافته ضمن برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى أمس الاثنين ما تضمنه مشروع تعديل الدستور في جانب إنشاء أكاديمية للغة الأمازيغية التي ستساهم بشكل كبير في نزع كل العراقيل التي تواجه عملية تطوير اللغة الأمازيغية وستمكننا من توحيد هذه اللغة وإعطاءها بعد وطني من خلال التوصل إلى وضع قاموس عام خاص باللغة والثقافة الأمازيغية. وقال جمال نحالي ”إن ترسيم اللغة الأمازيغية يعد نوعا من المصالحة الذاتية بحيث يتصالح المواطن مع مكونات هويته الوطنية والتي هي العربية والإسلام والأمازيغية”، مضيفا في السياق ذاته أن اللغة الأمازيغية متجذرة في المجتمع وبالتالي إحياؤها ومنحها سند قانوني وسياسي يجعلنا كباحثين نعمل مستقبلا في أريحية بطريقة موحدة. وعن إشكالية كتابة اللغة الأمازيغية شدد جمال نحالي أن هذه المسألة ليست مهمة والأولوية تكمن حاليا في الحفاظ على الموروث اللغوي والثقافي للأمازيغية في الجزائر مبرزا أن هذه اللغة تكتب حاليا على مستوى الجامعات بالحرف اللاتيني وكتابتها بحرف التيفيناغ أمر ممكن. وبخصوص الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2966، أشار جمال نحالي إلى أنه رغم وجود طروحات لأسباب تأريخ بداية السنة الأمازيغية الجديدة انطلاقا من تاريخ هزم شيشناق لأحد الفراعنة في مصر أو من خلال دخول السنة الفلاحية التي هي من اختصاص الباحثين في هذا المجال والذين يجب عليهم توضيح هذا الأمر ولكن ما يهم هو أن المجتمع الجزائري يدرك جيدا وجود حساب أمازيغي ورأس سنة أمازيغية جديدة.