نقلت مصادر صحفية واعلامية عن دبلوماسيين في الأممالمتحدة، أن 400 شخص في مضايا، الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا شمال غربي دمشق، وعلى بعد 11 كيلومترا من حدود لبنان، بحاجة ماسة للإجلاء الفوري من المدينة لتلقي العناية الطبية اللازمة. وقال ستيفن أوبراين، رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة أن ”400 شخص يجب أن يغادروا فورا” مضايا، وأن الأممالمتحدة تأمل في إخراجهم ”في أقرب وقت ممكن”، وربما اعتبارا من الثلاثاء. وقدم أوبراين تقريرا عن مضايا وعن مدن سورية أخرى محاصرة إلى سفراء الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الذي عقد جسلة مغلقة. وأوضح أن المدنيين الواجب إجلاؤهم ”يواجهون خطر الموت” وهم يعانون من سوء التغذية ومن ”مشاكل طبية أخرى”. وأشار إلى أنه من أجل إجلائهم برا أو جوا يجب الحصول على ضمانات من الحكومة السورية ومن ”أطراف أخرى”. وذكرت الأممالمتحدة والصليب الأحمر، الاثنين، أن شاحنات تحمل مساعدات غذائية وطبية وصلت مضايا وشرعت في توزيع المساعدات بعد اتفاق بين الأطراف المتحاربة. وتقول الأممالمتحدة إنها اطّلعت على تقارير موثوقة تفيد بأن أناسا في البلدة يموتون جوعا. وتُشير تقارير إلى أن الوضع في الفوعة وكفريا أليم بدوره، إذ أن سكانهما الذين يُقدّر عددهم بنحو 20 ألف شخص محاصرون منذ مارس. وتقول التقارير أنّ البلدة محاصرة منذ مطلع جويلية 2015، من طرف قوات الحكومة السورية ومقاتلي حزب الله اللبناني. وذكرت منظمة اطباء بلا حدود، في وقت سابق إن 28 مدنيا لقوا حتفهم في مضايا بسبب الجوع مطلع ديسمبر الماضي. الجعفري يتهم السعودية وقطر بترويج الأكاذيب لشيطنة النظام وضرب محادثات السلام المقبلة وكان مجلس الأمن الدولي بحث، الاثنين، أمر البلدات المحاصرة في سوريا بعد ظهور تقارير عن حصار عشرات الآلاف من المدنيين لشهور دون إمدادات وموت آخرين جوعاً. وقال السفير الإسباني رومان أوزارغون مارشيسي ”من المهم القول أن محاصرة مدنيين بهدف تجويعهم هي جريمة حرب”. واعتبر موافقة دمشق على نقل المواد الغذائية إلى مضايا أمرا ”إيجابيا”. وأعرب السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر عن أمله في أن يعقد المجلس اجتماعا رسميا وعلنيا بأسرع وقت ممكن لبحث مصير مدن سورية محاصرة، وقال أيضا أن ”المفاوضات بين السوريين لا يمكن أن تستأنف بدون تحسين وضع المدنيين”. وطالب السفير البريطاني ماثيو ريكروفت ب”رفع الحصار عن كافة المدن لإنقاذ المدنيين ودفع عملية السلام في سوريا”. ومن جهته، أكد السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري أن أي مدني لم يمت بسبب الجوع في مضايا ولكن ”الإرهابيين في داخل المدينة” سرقوا المواد الغذائية. واتهم السعودية وقطر بترويج ”اكاذيب” بهدف ”شيطنة” النظام السوري و”ضرب” محادثات السلام المقبلة المقررة مبدئيا اعتبارا من 25 يناير في جنيف. ويعاني سكان مضايا من المجاعة بعد ستة أشهر من الحصار، حسب منظمات انسانية. ويعيش ما يصل إلى 4و5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا، بينهم نحو 400 ألف في 15 موقعا محاصرا لا يستطيعون الحصول على إغاثات ضرورية لإنقاذ الأرواح.