الأمم المتّحدة تطالب بالإجلاء الفوري للمرضى (مضايا).. يوميات الموت والجوع اكتمل وصول مساعدات دولية إلى بلدة مضايا المحاصرة من قِبل قوّات النظام السوري وحزب اللّه في ريف دمشق في وقت طالبت فيه الأمم المتّحدة بإجلاء أربعمئة مريض من مستشفى مضايا يتهدّدهم الموت بسبب مضاعفات سوء التغذية. وصلت 44 شاحنة مساعدات إلى مضايا المحاصرة من قِبل قوّات النظام وحزب اللّه بريف دمشق منذ سبعة شهور كما أدخلت المساعدات المقرّرة بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب وهي عبارة عن 21 شاحنة بموجب اتّفاق الزبداني الذي وقّع بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري. وقالت مصادر محلّية إن العمل يجري على إفراغ المساعدات بالمستودعات قبل أن تتولى لجنة خاصة توزيعها على آلاف المحتاجين بإشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري. * إفراغ الحمولة كان المتحدّث باسم اللّجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك قال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تمّ الدخول إلى البلدات الثلاث بشكل متزامن مضيفا أن عملية إفراغ الحمولة ستستمر طوال الليل. من جهتها أوضحت رئيسة بعثة اللّجنة الدولية بسوريا ماريان غاسر في بيان أن (العملية قد بدأت ومن المرجّح استمرارها بضعة أيّام) مضيفة أنه (تطور إيجابي جدا وينبغي ألا يقتصر على تنفيذ عملية توزيع واحدة فحسب فيتعيّن الوصول بشكل منتظم إلى هذه المناطق لتخفيف معاناة عشرات الآلاف من السكان). وتحمل القافلة المخصصة إلى مضايا مواد غذائية وحليبا للأطفال وعبوات مياه وبطانيات بالإضافة إلى أدوية للأطفال ولذوي الأمراض المزمنة يفترض أن تكفي لمدة ثلاثة أشهر ومستلزمات ضرورية للجراحات الطارئة. وبالنسبة للطحين فقد قالت مصادر المعارضة السورية المسلّحة إن نحو 120 طنا منه ستدخل مضايا الخميس القادم مقابل ستين طنا لبلدتي الفوعة وكفريا في إطار الاتّفاق. من جهته أكّد منسّق الأمم المتّحدة لشؤون المساعدات الإنسانية ستيفن أوبراين أن الدلائل على وجود مظاهر لمجاعة حادة في مضايا واضحة وموثّقة وأنها طالت سكانا من كل الأعمار. وأضاف أوبراين في تصريحات عقب جلسة ل مجلس الأمن الدولي بحثت الوضع الإنساني في البلدة المحاصرة أن أربعمئة مريض في أحد مستشفيات البلدة مهدّدون بالموت وأنهم بحاجة إلى إجلاء فوري وقال أيضا إن لديه تقارير مؤكّدة تتعلّق بمشاهد مروّعة في مضايا وغيرها من المناطق المحاصرة في سوريا مضيفا: (علينا أن نضع الترتيبات لإجلاء المرضى) وقال إنهم يواجهون خطرا بالغا وقد يفقدون حياتهم بسبب سوء التغذية أو بسبب مضاعفات طبّية أخرى. وفي سياق متّصل قال الناشط السوري عبد اللّه برهان -الذي يعمل في توزيع المساعدات في مضايا- إن البلدة محاصرة من قِبل عشرة آلاف مسلّح من حزب اللّه والنظام وثمانية آلاف لغم وأضاف في حديث عبر الهاتف مع وكالة (الأناضول) أن المدنيين في البلدة (يعيشون مأساة إنسانية جراء الحصار الخانق منذ عدة أشهر وإذا لم تقدم لنا الدول والمنظّمات مساعدات فإن مصيرنا سيكون الجوع والموت).