بعد 42 سنة كاملة عن تأسيس اتحاد الكتاب الجزائريين، لم تنجح هذه الهيئة في جمع الكتاب والدفاع عن كرامتهم، ولا حلول تظهر في الأفق ولا أمل في إعادة الحياة إلى جسد ميت، نهشه أبناؤه وتصاعدت منه رائحة الفساد واتخذه الكثير من قياداته نقطة عبور إلى الحياة السياسية طمعا في مناصب عليا. ”يؤسفنا أنه منذ أزمة سبتمبر 2005 بقي اتحاد الكتاب يراوح مكانه ولم يتقدم كثيرا، لأنه ضيع فرصة كبيرة في تظاهرات 2007 و2011 و2015 بفعل عدم وجود إجماع داخلي، وأتمنى أن يجتمع الفرقاء على طاولة ويضعوا مصلحة الاتحاد قبل كل شيء، لأن فيه مصلحة للثقافة الجزائرية، ومازالت هناك فرصة للاتحاد لاستدراك ما فاته”. هذا تصريح لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي كان يوما ما على رأس الاتحاد، يوحي بعمق أن الاتحاد يعيش أزمة يصعب الخروج منها بحكم عدم انتهاء الجدل بشأن شرعية قيادته المجروحة، في وقت كان يجب على هذه الهيئة أن تكون ‘'نقابة للأدباء والشعراء''، لكنها تحولت وللأسف مجرد جسد بلا روح. اتحاد الكتاب الجزائريين الذي تأسس سنة 1974 عندما كانت الجزائر تتأهب لاحتضان مؤتمر الاتحاد العام للكتاب العرب سنة 1975، لم يقدم أي دور سوى شرح الميثاق الوطني مقابل حصول المنتسبين إليه على امتيازات اجتماعية وحتى سياسية، وكان نقطة عبور للوصول إلى مناصب عليا في الدولة أمها البرلمان، على حد قول الكاتب الخير شوار في مقال له نشر بجريدة الجزائر نيوز سنة 2010، ومنذ تسعينيات القرن الماضي وفي عهد رئيسه الأسبق عبد الله حمادي بدأت أولى أعراض الأزمة التي امتدت تداعياتها إلى اليوم، وتم تنظيم مؤتمر سطيف سنة 1998، وجاءت قيادة جديدة برئاسة الشاعر عز الدين ميهوبي الذي نجح في الحصول على عهدة رئاسية ثانية نتيجة لمؤتمر الجزائر العاصمة نهاية 2001، ولم تنته عهدة ميهوبي الثانية إلا بانشقاق دعا كل فريق من خلاله إلى مؤتمره، وجاء الروائي عبد العزيز غرمول خلفا لميهوبي، ثم استقال غرمول سنة 2008، ليتولى يوسف شقرة رئاسة الاتحاد وتبدأ مرحلة أخرى من الصراعات ويدخل الاتحاد في دوامة وصراع لا ولم ينته. في كل مرة يخرج علينا أحد الكتاب مهاجما اتحاد الكتاب الجزائريين ورئيسه يوسف شقرة، هذا فضلا عن حديث الكواليس الذي كثر مؤخرا بعد تجديد فرع العاصمة ووضع على رأسه شخصا غير معروف هو عبد الحكيم أوزو، دون دعوة كبار الكتاب والشعراء في العاصمة، حيث لم يدع بوزيد حرزالله وإبراهيم صديقي اللذين وقفا إلى جانبه حين تم تعيينه بعد غرمول لإكمال عهدته عام 2008، ولم يدع كذلك فرحات جلاب رئيس الفرع في عهد ميهوبي، ولا دعا عقيلة رابحي ولا مزغيش عبد العالي، ولا بدر مناني ولا سعيد حمودي، ولا عفاف فنوح وهؤلاء الثلاثة أعضاء في المجلس الوطني، وهذا ليس الشيء الوحيد، فرائحة الفساد حسب العديد من المنتسبين تفوح من داخل الاتحاد أهمها التشكيك في حصول يوسف شقرة على راتب شهري تمت المصادقة عليه من طرف المكتب الوطني يقدر ب 7 ملايين سنتيم، ناهيك عن فضيحة طبع كتاب عن طريق وزارة الثقافة في دار نشر بعنابة، تبين فيما بعد أن الكتاب مسروق، ومؤلف الكتاب له سوابق في سرقة الكتب منها فضيحته العربية حين فاز بكتاب مسروق في إحدى الجوائز الخليجية. وحسب العديد من المصادر، فإن يوسف شقرة ينوي الترشح لعهدة ثانية لاتحاد الكتاب، لكنها تعتبر العهدة الثالثة لأنه هو من أكمل عهدة عبدالعزيز غرمول حين استقال من رئاسة الاتحاد بسبب صراعه مع خليدة تومي وعدم مساندة مجلسه الوطني له ضد الوزيرة، ليتم تزكية شقرة رئيسا لملء الفراغ، لكن شقرة استغل الفرصة وتخلص من منافسيه ليبقى دوما الرئيس، ولم يستطع خصوم شقرة الإطاحة به بسبب عدم اتفاقهم فيما بينهم من جهة، فيما يعتبر البعض أن شقرة مسنود من طرف جهات عليا في الدولة، خصوصا مع تصريح وزير الثقافة الذي دعا إلى مؤتمر جامع، واستقبل شقرة في مكتبه ونسق معه في دعم الاتحاد، كما أنه شوهد جالسا معه في أمسية الشعراء الخليجيين مؤخرا بقصر الثقافة، وهو ما يجعل الكثير من المثقفين يطرحون سؤالا حول مدى حيادية الوزير في المؤتمر المقبل للاتحاد.