قالت الأمم المتّحدة، يوم الاثنين، من أنّ 40 الف شخص على الاقل في جنوب السودان ”مهددون بالموت جوعاً” في مناطق النزاع بجنوب السودان، لاسيما ولايتي الوحدة واعالي النّيل، وأنّ 2.8 مليون شخص يمثلون ربع السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية. وحذّر تقرير مشترك لمنظّمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) من تنامي أعداد المحتاجين للمساعدة، خاصة بعد موسم الحصاد والذي غالباً ما كان يمثل وقتاً يتمتع فيه السكان بالأمن الغذائي. وأكّد التقرير ”أن نحو 25 بالمائة من سكان البلاد ما زالوا في حاجة ملحة للمساعدات الغذائية، وأن 40 ألفا منهم على حافة الكارثة”. وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن تزداد هذه الأرقام لتبلغ ذروتها خلال موسم الجفاف الذي يستمر من أفريل حتى جويلية المقبلين، حيث ستنخفض وفرة الغذاء لأدنى مستوياتها. وتوقعت المنظمات الثلاث أن يبدأ موسم الجفاف مبكراً هذا العام، ويستمر لفترة أطول مقارنة بالأعوام السابقة. وقال ممثل اليونيسيف في جنوب السودان، جوناثان فيتش، إنّ الوضع الأمني يحول دون الوصول إلى كثير من المناطق وأن العائلات هناك تقوم بكل ما في وسعها من أجل البقاء على قيد الحياة، ولكن ليس هناك العديد من الخيارات. وقال مسؤول المساعدات الأممية في جنوب السودان، يوجين أوسو، ”أشعر بالقلق من التبعات الكثيرة السلبية على عملية المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة للغذاء أكثر من أي وقت مضى”. ونقل البيان عن سيرج تياسو القائم بأعمال ممثل منظمة الأغذية في جنوب السودان إنه ”لا يقتصر الوضع المتردي فقط على المناطق المتضررة بشكل مباشر من النزاع، هناك المزيد من المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي”. وشددت الوكالات الأممية الثلاث على ضرورة إيجاد آلية للتدخل السريع مع حلول موسم الجفاف. وتسعى اليونيسيف هذا العام لعلاج 165 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وكانت المنظمة قد عالجت أكثر من 144 ألف طفل العام الماضي، بينما تعتزم الفاو مساعدة 2.8 مليون شخص في إنتاج الغذاء، وحماية مواشيهم خلال 2016، مقارنة ب 2.4 مليون شخص العام الماضي. وقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لنحو 3 ملايين شخص في جميع أنحاء جنوب السودان العام الماضي. ويواجه جنوب السودان وضعا انسانيا صعبا بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك، بين رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار في ديسمبر 2013، أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص ونزوح آلاف آخرين. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات جمّة في هذا البلد، ما يقيد عمل المنظمات الإنسانية غير الحكومية، ويحدّ من تواجد عمّال الإغاثة الأجانب. وعلقت عدة منظمات دولية عملها بجنوب السودان بسبب تردي الوضع الامني، وتقييد نشاطاتها في البلاد.