الجزائر - تتزايد أعداد النازحين الصوماليين يوميا إلى شمال العاصمة مقديشو ومخيمات اللاجئين بكينيا جراء حدة الجفاف والمجاعة بعدة أقاليم في الصومال والتي أدت إلى هلاك وتضرر الآلاف من الأشخاص خاصة الأطفال. ولمواجهة هذه الأزمة الانسانية الخطيرة في الصومال ودول منطقة القرن الأفريقي ينعقد بالعاصمة الكينية نيروبي اليوم الأربعاء مؤتمرا دوليا لبحث الإجراءات الضرورية للتكفل بالأعداد المتزايدة لهؤلاء النازحين والمتضررين وحشد الدعم الدولي خاصة ما يتعلق بالغذاء لمساعدة الصومال والبلدان المتضررة من موجة الجفاف والمجاعة. وأوضح رئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا بهذا الصدد "إن عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في بلاده ارتفع من 4ر2 مليون إلى أربعة ملايين شخص" مشيرا إلى "أن الوضع الغذائي زاد سوءا مع تدفق اللاجئين الصوماليين على كينيا حيث يجري حاليا استيعاب 380.889 لاجئا في منطقة داباب التي لا تستوعب سوى 90 الف لاجيء فقط". ودعا بهذا الشأن المجتمع الدولي لإقامة المخيمات داخل الصومال لوقف تدفق اللاجئين على الدول المجاورة قائلا "ان معظم اللاجئين يخرجون من الصومال لاسباب اقتصادية هربا من الجوع الناجم عن الجفاف الحاد الذي يسود المنطقة". ومن ناحية أخرى، أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أن أكثر من 100 ألف شخص وصلوا للعاصمة الصومالية مقديشو خلال الشهرين الماضيين بحثا عن الطعام والمياه والمأوى فرارا من المناطق التي ضربتها المجاعة. مشيرة الى "إن الأعداد تزداد يوميا مع وصول نحو ألف شخص في المتوسط يوميا". وقد أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي في بيان في ختام اجتماعهم اول امس الاثنين. عن "القلق الشديد" إزاء المجاعة في مناطق باكول وشابيل السفلى بجنوب الصومال وسوء التغذية الحاد في بعض أجزاء القرن الأفريقي. مشيرين الى العجز في التمويل الإنساني لصالح الصومال ودعوا كافة الدول الأعضاء المساهمة في النداء الموحد للصومال للحيلولة دون تعمق الأزمة. كما دعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف على ضمان توفير الفرص لوصول المساعدات الإنسانية في توقيتها بشكل تام ومأمون وبدون عوائق للمحتاجين في مختلف أنحاء الصومال.وقد اعلنت الاممالمتحدة المجاعة رسميا في منطقتين جنوبيتين تسيطر عليهما حركة "الشباب" المتمردة التي تمنع وصول بعض المنظمات الانسانية اليهما. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر من الآثار الكارثية للنزاعات في أرجاء القرن الأفريقي وبالخصوص في الصومال وانها ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الأغذية مما قد يزيد من حدة المجاعة التي تهدد أكثر من 12 مليون شخصا. وطالب المسؤول الاممي بتوفير حوالي 6ر1 بليون دولار من المعونات في هذا الشأن. مشيرا الى أن الجهات المانحة الدولية تبرعت بنصف هذا المبلغ فقط. وفي سياق المساعدات الأنسانية للمتضررين الصوماليين أفادت منظمة الصليب الأحمر الدولية أنها نجحت في إيصال شحنات من الأغذية إلى الصوماليين المتضررين بالجفاف في المناطق التي تسيطر عليها حركة "الشباب المجاهدين" المتمردة. وقالت منظمة الصليب الأحمر أن عملية توصيل المساعدات إلى 24 ألف شخص في تلك المناطق تمت من خلال التنسيق مع لجنة محلية كانت الجماعة المسلحة قد أعلنت عن تشكيلها للمساهمة في تخفيف معاناة المتضررين بالجفاف. وقد تركزت المساعدات في منطقة قريبة من بلدة "بحردير" الواقعة إلى الشمال الغربي من العاصمة مقديشو. وتمثلت المواد الرئيسية لشحنة الإغاثة في الفول والأرز والزيت وبكميات تكفي كل أسرة للصمود في وجه الجوع مدة شهر كامل. لكن برنامج الغذاء العالمي أعلن انه لا يستطيع مساعدة نحو 2ر2 مليون شخص يعانون المجاعة في المناطق الداخلية من الصومال. ويعد الوصول إلى العدد الأكبر من ضحايا الجفاف في البلاد أمرا حتميا لوقف تدفق آلاف اللاجئين على معسكرات الإغاثة المكتظة في كينيا المجاورة. وتشهد كينيا نزوحا كثيفا للاجئين المتضررين من المجاعة خاصة الصوماليين وذلك للجوء الى مخيمات اللاجئين المقامة بعدة مناطق من البلاد . وحسب تقرير للمنظمة العالمية للتغذية فان عدد الصوماليين الذين يحتاجون الى المساعدات الانسانية ازداد من 4ر2 مليون الى 7ر3 مليون فى الاشهر الستة الماضية مع استمرار الازمات والنزاعات الجارية التى ضربت البلاد منذ عام 1991. ويعتبر التقرير أنه "بالنظر إلى الأعداد المتزايدة للنازحين المحتاجين للمساعدات فإن حجم المساعدات الغذائية المقدمة غير كاف لتلبية كل الاحتياجات الأمر الذي سبب في تزاحم الناس وإلى عمليات نهب أيضا ونتيجة لذلك لا يجد الضعفاء أي شيء على الرغم من جهود المنظمات والمؤسسات الخيرية". وبهذا الشأن، وصف المدير العام للمنظمة العالمية للتغذية جاك ضيوف الوضعية في العديد من بلدان القرن الإفريقي لاسيما في الصومال ب"الكارثية" وطالب بجمع 6ر1 مليار دولار "ضرورية خلال الأشهر ال12 المقبلة و 300 مليون دولار خلال الشهرين القادمين". كما أعرب برنامج الأغذية العالمي عن أمله في أن تبدأ عمليات النقل الجوي للمساعدات إلى الصومال بصفة عاجلة لنقل شحنات من الأغذية العلاجية المخصصة للأطفال المصابين بسوء التغذية وغيرها من أنواع الطعام. يذكر أن منظمة "اليونيسف" أطلقت بالتعاون مع وزارة الصحة الكينية ومنظمة الصحة العالمية حملة لتحصين الأطفال تستهدف أكثر من 200 الف طفل يقيمون في مخيمات "داداب" والمناطق المحيطة واختتمت اليونيسف أيضا حملة لتطعيم الأطفال في مقديشو شملت أكثر من 86 الف امرأة وطفل. يشهد الصومال إنفلاتا أمنيا منذ عام 1991 حيث تحاول حركة "الشباب المجاهدين" التى تسيطر على مناطق كبيرة من البلاد الإطاحة بالحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة من المجتمع الدولى و ترفض السماح لمنظمات الاغاثة الإنسانية العمل فى المناطق التي تسيطر عليها. وتعد موجة الجفاف التي تضرب حاليا منطقة القرن الإفريقي وهي الأسوأ منذ 60 عاما أسفرت عن عشرات آلاف القتلى وتهدد 12 مليون شخص في الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي والسودان وأوغندا.