كشف وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عمار غول، عن إنشاء لجنة على مستوى الوزارة لمرافقة المستثمرين عبر كامل مراحل ومحطات المشاريع التي تدخل في إطار الاستثمار السياحي. وأكد ممثل الحكومة أن وزارته حددت مدة منح التراخيص والاعتمادات للمستثمرين في ظرف لا يتجاوز أسبوعا مع حصر ملف الاستثمار في وثيقة واحدة، لتفادي العراقيل والإجراءات البيروقراطية بالإضافة إلى إمكانية الاتصال بالوزارة عن طريق البريد الإلكتروني ومرافقة المستثمر مركزيا بإشراف الوزارة الوصية على متابعة مشروعه، ومحليا من خلال تعليمة وجهت للولاة من أجل مرافقة المستثمر وتذليل جميع العقبات والعراقيل أمامه. وأضاف أن وزارته أمضت توأمة في مجال الاستثمار السياحي بينها وبين سويسرا لتكوين المديرين العامين لفنادق 5 نجوم بعين البنيان. كما سيستفيد كل مستثمر منتج، حسب الوزير، من امتيازات وتسهيلات بنكية وتحفيزات حتى تكون ”أمة منتجة وليست أمة مستهلكة” وهذا من أجل بناء اقتصاد تنافسي من خلال تنويع المنتوج بمواصفات دولية وتشجيع المنتوج المحلي وتشجيعه على التصدير من أجل جلب أموال بالعملة الصعبة وعدم الاتكال على المنتوج الأجنبي، والاهتمام بجلب السواح الأجانب خصوصا وأن البريطانيين مهتمون بالمناطق الأثرية الرومانية، حيث لابد من التحضير الجيد لاستقطابهم إلى الجزائر. وأضاف الوزير أنه حان الوقت لتنظيم الأمور وتنظيم هذا القطاع من خلال التخطيط والدراسة العلمية، ولابد على الجميع الانخراط في هذا المسعى، مؤكدا أن هناك مؤهلات أخرى تزخر بها الجزائر في المجال السياحي كالفضاءات الطبيعية والتاريخية وضرورة الاستثمار في محيطاتها، وأن كل فضاء تنجز به خدمات مستدامة وليست موسمية كإنجاز خدمات خارج الخدمات الحموية خاصة بمدينة الحمامات بوحنيفية. الوزير أكد أن الدستور الجديد قفز لأول مرة في تاريخ الجزائر حيث ينص على ضرورة الذهاب إلى بناء اقتصاد وطني متنوع خارج المحروقات منتج وتنافسي، وعدم الاتكال على اقتصاد الريع الذي تعود كل مداخيله من مداخيل المحروقات، وألح على ضرورة بناء اقتصاد متنوع خاصة في القطاع الفلاحي والسياحي والخدمات واقتصاد المعرفة، كما ينص عليه الدستور من أجل اقتصاد منتج. الوزير وفي لقائه مع الفاعلين في مجال السياحة والصناعة التقليدية بقصر المؤتمرات بمعسكر خلال زيارته لتفقد قطاعه بالولاية، دعا الوكالات السياحية إلى ضرورة تأطير الجالية في المهجر وتفعيل السياحة المحلية عن طريق جلب الجاليات الجزائرية من خارج الوطن للسياحة بالجزائر، والتعرف على مختلف المناطق الأثرية والدينية والتاريخية التي تزخر بها عدة مناطق بالوطن، مشيرا إلى ما تنتهجه دول الجوار مع جالياتها في المساهمة في تدعيم خزينة الدولة بالعملة الصعبة. كما ركز الوزير على ضرورة الاستغلال العقلاني والجيد للعقار، مؤكدا أن هناك فضاءات رائعة وغير مستغلة وأن الجزائر ما زالت بعيدة في استغلال هذا الفضاء ولا بد من تغيير نظرتنا للعقار، سواء كان سياحيا أو صناعيا، وعن النظرة إلى العقار بمجرد نظرة إدارية ضيقة، ولكن بالنظر إليه نظرة اقتصادية وذات مردودية. وفي الأخير نصح الوزير الوكالات السياحية بأن لا يقتصر دورها ونشاطها على العمرة والحج بل تتعداه إلى السياحة المحلية وتنظيم رحلات سياحية محلية واستقطاب السياح الأجانب. يذكر أن الوزير قام صبيحة أمس الثلاثاء بزيارة عمل وتفقد لقطاعه عاين من خلالها عدة مشاريع في طور الإنجاز ووضع حجر الأساس لأخرى بكل من سيڤ وبوحنيفية ومعسكر، خاصة الفندقية منها، وزار المحطة المعدنية ببوحنيفية حيث أمر بتحويل مشروع ترميمها تحت إشراف والي الولاية، بعدما تم تسجيل تأخر كبير من طرف مؤسسة السياحة بتلمسان، حيث رصد لهذه العملية 120 مليار سنتيم حتى يتسنى لمدينة بوحنيفية السياحية أن تتحول إلى قطب سياحي بامتياز.