انطلقت عملية جرد مجموعة ضخمة من الصور الفوتوغرافية القديمة للمدن الجزائرية، وذلك في إطار برنامج دعم من الاتحاد الأوروبي خاص بحماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر. وكشف المشرف على المشروع زهير بلالو، أن فريق الخبراء الأوروبيين يعكف حاليا على تحديد وتشخيص هذا التراث الفوتوغرافي ملك مركز التوثيق التابع لديوان تسير واستغلال الممتلكات الثقافية ”أوجباكس”، مضيفا أن الفريق سيقوم في فترة لاحقة بأرشفة ورقمنه هذه الصور قبل عرضها للجمهور العريض. وشرع هذا البرنامج أيضا، في تكوين لرفع مستوى التقنيين وأمناء الأرشيف والمكتبيين التابعين للديوان، من أجل حماية وتسيير هذه المقتنيات الوثائقية التي تتطلب اقتناء عتاد خاص بالترميم كخطوة أولى، قبل إنشاء مركز تشخيص خاص بها وذلك بقلعة الجزائر العاصمة، حسب ما كده مدير ديوان تسير واستغلال الممتلكات الثقافية. وأطلق برنامج الاتحاد الأوروبي بموجب هذا المشروع عملية رائدة تتمثل في ترميم النسخة النيجاتيف الوحيدة الموجودة من فيلم ”تحيا يا ديدو”، الفيلم الأسطوري الذي أخرجه محمد زينات عام 1971، وقد عثر على هذه النسخة في مستودعات متحف سينماتك الجزائر العاصمة في حالة من التلف، وقد أوكلت عملية ترميمها إلى مخبر أوروبي. وتوازيا مع ذلك، سيتم تكوين حوالي 12 تقنييا ينتمون للسينماتك والمكتبة الوطنية، حيث سيستفيدون من تكوين في أساسيات ترميم الأشرطة الفيلمية من نوع ال35 ملم، كما أدرجت دورات تكوينية في ترميم الأفلام تحت إشراف خبراء من المعهد الوطني السمعي البصري الفرنسي لفائدة عمال السينماتك والمركز الوطني للتوثيق والصحافة والإعلام والمكتبة الوطنية والمركز الوطني للمخطوطات بأدرار وبعض المتاحف، وذلك ابتداء من شهر مارس المقبل. وضمن نفس البرنامج، شرع مؤخرا بالجزائر العاصمة، في تكوين مجموعة أولى لعلماء آثار مختصين في جرد التراث الثقافي، بحيث ستتلقى المجموعة المتكونة من 12 عالم آثار من بين المتخرجين الجدد، والذين انضموا مؤخرا للبرنامج، تأطيرا ماديا ونظريا وميدانيا لمدة سنتين من طرف خبراء الاتحاد الأوروبي، بهدف تكوين مجموعة أولى لمختصين في الجرد. وشارك عناصر هذه المجموعة كمتربصين في ميدان حفريات أجريت في ساحة الشهداء وفي متحف السينما بالجزائر العاصمة، بغية تأهيلهم لعمليات جرد التراث المادي السينماتوغرافي، وستنظم كذلك دورات تكوينية في التراث اللامادي وفي جرد المتاحف بتيزي وزو وتيبازة. ويرمي برنامج دعم حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر، الذي يموله الاتحاد الأوروبي والجزائر بحوالي 21.5 مليون و2.5 مليون يورو على التوالي، إلى تعزيز طريقة جرد الممتلكات الثقافية واعتماد إجراءات استعجالية من أجل الحفاظ على الممتلكات ووضع ورشات -مدارس.